عن أبي المتوكِّلِ الناجي، عن أبي سعيدٍ، به بلفظ:(( ... فَلْيَتَوَضَّأْ))، كما سبقَ ذِكرُه.
وسألَ التِّرْمِذيُّ البخاريَّ عن هذه الروايةِ؟ فقال:"هو خطأٌ، ولا أدري مَن أبو المُسْتَهِل، وإنما روَى عاصمٌ، عن أبي عثمانَ، عن سَلْمانَ بنِ ربيعةَ، عن عُمرَ، قولَه، وهو الصحيح"(علل الترمذي ٧٩).
قلنا: والروايةُ الموقوفةُ التي ذكرها البخاريُّ أخرجها عبد الرزاق (١٠٧٠ - واللفظ له)، وابنُ أبي شَيْبةَ (٨٧٥)، من طريق أبي عثمانَ النَّهْدِي، قال: رأيتُ سَلْمانَ بنَ ربيعةَ الباهِليَّ أَصْغَى إلى عُمرَ، فسأله عن شيءٍ، فقلنا: عَمَّ سألْتَه؟ فقال: سألْتُه عن الرجلِ يُجامِعُ امرأتَه، ثم يريدُ أن يعودَ؟ فقال:((يَتَوَضَّأُ)).
وهذا موقوفٌ صحيحٌ، وهو موافقٌ للفظِ حديثِ أبي سعيدٍ المرفوعِ.
وهذا هو الصوابُ الذي رجَّحَه أبو حاتم كما في (العلل ٦٧).
وقال الدَّارَقُطْنيُّ:"وقولهم أَوْلى بالصوابِ من قولِ لَيْثٍ"(العلل ٢/ ٢٤٠).
قلنا: لأنهم أضبطُ روايةً، وأكثرُ عددًا.
وقال الدَّارَقُطْنيُّ أيضًا:"تفرَّدَ به مُعْتَمِرٌ، عن ليثٍ، عن عاصمٍ الأحولِ بهذا الإسنادِ. والمعروف: عن عاصم، عن أبي المتوكِّل"(أطراف الغرائب ٣٥٢٠).
والحديثُ ضَعَّفَهُ البَيْهَقي، فقال:"لَيْث بن أبي سُلَيْم لا يُحتج به".
وقال الإشبيلي: "وهِمَ فيه اللَّيْث، والصحيح ما رواه شُعبةُ، والثَّوْري، وابنُ المبارَك، وحفْصُ بن غِيَاث، وابنُ أبي زائِدةَ، ومَرْوان بن مُعاويةَ، وجَرير، وغيرُهم، عن عاصم: من الوُضوء، وهو حديث مسلم الذي قبل