قلنا: وقد تفرَّد بهذا الحديثِ، ورغم ذلك خرَّجه ابنُ حِبَّانَ في (صحيحه)! ! .
وقال الحافظُ:"مقبولٌ"(التقريب ٧١٠٢)؛ يعني: عند المتابعة، وهو لم يتابَعْ، بل تفرَّدَ بذِكْر الجُنُب في هذا الحديث.
الثانية: ابنُه عبد الله بنُ نُجَيٍّ: مختلَفٌ فيه؛ قال الشافعيُّ:"مجهولٌ"، وقال البخاريُّ:"فيه نظرٌ"، وقال ابنُ عَدِي:"أخباره فيها نظرٌ"(الكامل ٤/ ٢٣٥). وقال الدَّارَقُطْنيُّ:"ليس بقويٍّ"، وقال البَيْهَقيُّ:"عبد الله بنُ نُجَىٍّ غيرُ محتجٍّ به"(السنن الكبرى ٢/ ٢٦٤ عَقِبَ حديث ٣٣٨٦).
ووثَّقه النَّسائيُّ، والعِجْليُّ في (معرفة الثقات وغيرهم ٩٨٤)، وذكره ابنُ حِبَّانَ في (الثقات ٥/ ٣٠). وانظر:(تهذيب التهذيب ٦/ ٥٠). وقال الحافظ:"صدوق"(التقريب ٣٦٦٤).
قلنا: والأظهرُ -لدينا- ضعْفُه، والله أعلم.
وقد رواه بعضُهم، فأسقطَ منه نُجَيًّا والدَ عبد الله؛ كذا رواه الطَّيالسيُّ في (مسنده): عن شُعبةَ، عن عليِّ بن مُدْرِك، قال: سمِعتُ أبا زُرْعةَ بنَ عَمرو بنِ جَرير، يحدِّثُ عن عبد الله بن نُجَيٍّ، عن عليٍّ، نحوَه. فلم يقُل:(عن أبيه).
ورواه الدَّارِميُّ مِن طريق عُمَارة بن القَعقاع، عن الحارثِ العُكْلي، عن أبي زُرْعةَ بنِ عَمرو بن جَرير، عن عبد الله بنِ نُجَيٍّ، عن عليٍّ، به.
وهذا منقطعٌ؛ لأن عبدَ اللهِ بنَ نُجَيٍّ لم يسمَعْ من عليٍّ كما قاله ابنُ مَعِين. (المراسيل لابن أبي حاتم ٣٩٩)، بل قال المِزِّيُّ:"لم يُدرِكه "(تحفة الأشراف ٧/ ٤١٦).
وقد جاءَ تصريحُ عبد الله بالسَّماع مِن عليٍّ عند البَزَّار في الروايةِ الآتيةِ،