عبد الوهاب بنُ عطاءٍ، أخبرنا عَوْفُ بنُ أبي جميلةَ، وجعفرُ بنُ حَيَّانَ أبو الأَشْهبِ، والرَّبيعُ بنُ صَبِيح، عن الحسنِ، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، أنه يَروي ذلك عن ربِّه تبارك وتعالى، أنه قال: ... فذكره بلفظ السياقة الثانية، والزيادةُ لعَوْف.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ لإرسالِهِ.
وبهذا أعلَّه البَيْهَقيُّ، فقال -عَقِبَ روايتِه له-: "وهذا مرسَلٌ".
وقد تقدَّم أن مراسيلَ الحسنِ واهيةٌ عند فريقٍ منَ العلماءِ. انظر:(باب النَّهي عن التَّخلِّي في الطُّرُق والظِّلال النافعةِ ونحوِهما مما يَنتفِع به الناسُ)، مِن (فصل قضاء الحاجة).
وهذا المرسَلُ قد ذكره السّيوطيُّ في (الجامع الصغير ٣٤٢٧)، معزوًّا لسعيدِ بنِ منصورٍ، ورمز لضعفه، وأقرَّه الألبانيُّ في (ضعيف الجامع ٢٥٤٢)، ولم يَعضُد به حديثَ أنس في (الضعيفة ٣٤٣٢).
ونخشَى أن يكون أصْلُ هذا المتنِ ما رواه عبد الرزاق في (التفسير ٢/ ١٢٥)، عن وَهْب (الذِّمَاري)(١)، قال: فِي الزَّبُورِ مَكْتُوبٌ: أَنَّ اللهَ يَقُولُ: ((مَنِ اغْتَسَلَ مِنَ الجَنَابَةِ فَهُوَ عَبْدِي حَقًّا، وَمَنْ لَمْ يَغْتَسِلْ مِنَ الجَنَابَةِ فَهُوَ عَدُوِّي حَقًّا)).
ولم يذكر فيه الصلاة والصوم، وهو مأخوذٌ عن أهلِ الكتابِ، وقد حرَّفوا كُتبَهم، وأَلحَقوا بها مِن الأخبارِ ما أخذوه عن غيرِ الثقاتِ، دون تمييزٍ بين الوحيِ المُنَزَّل، وبين ما خلَطوه به!.