وهذا الحديث:((المَاءُ مِنَ المَاءِ)) لم يُنسَخْ كُلِّيًّا، بل هو معمولٌ به في حالِ نُزولِ الماءِ (يعني: المَنِيّ) بأي طريقةٍ كانتْ؛ وجَبَ لها الماءُ (يعني: الغُسل)، وغاية ما في حديث:((إِذَا الْتَقَى الخِتَانَانِ)) إضافةُ حُكْمٍ جديدٍ يُلغي مفهومَ حديثِ: ((المَاءُ مِنَ المَاءِ))، ولا يتعرَّضُ لأصله؛ إذ إن مفهومه:((لا ماءَ إلا مِن ماء))، فهذا هو المنسوخُ لا أصْلُ الحديثِ؛ وعليه فالعملُ بالحديثِ واجبٌ، فالأوَّلُ:((المَاءُ مِنَ المَاءِ)) يوجبُ الغُسْلَ بنزولِ الماءِ، وحديث:((إِذَا الْتَقَى الخِتَانَانِ)) يوجِب الغُسلَ بالالتقاء ولو لم يُنْزِلْ ماءً.
قَالَ البخاريُّ: حدثنا أبو مَعْمَرٍ، حدثنا عبدُ الوارثِ، عن الحسينِ، قال يحيى: وأخبرني أبو سَلَمةَ، أن عطاءَ بنَ يَسَارٍ أخبره، أن زيدَ بنَ خالدٍ الجُهَنيَّ، أخبره أنه سَأَلَ عثمانَ بنَ عَفَّانَ رضي الله عنه، فقال: ... فذكره.