للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ورواه البَيْهَقيُّ في (الكبرى ٨١٦): من طريقِ ابنِ بُكَيرٍ، عن مالكٍ، به.

ورواه ابنُ أبي شَيْبةَ في (المصنَّف ٣٩٩٣): عن عَبْدةَ، عن يحيى بنِ سعيدٍ، نحوَه.

وهذا منقطعٌ؛ سُلَيمانُ بنُ يَسَارٍ لم يَسمَعْ مِن عُمرَ. ولكن وصَلَه أيوبُ السَّخْتِيانيُّ:

فقد رواه عبد الرزاق (٣٦٨٨)، ومُسَدَّدٌ كما في (إتحاف الخيرة ١٢٣٩) والبَيْهَقي في (المعرفة ٤٨٦٠)، من طرق عن أيوبَ، عَن سُلَيمانَ بن يَسَار، قال: حدثَني الشَّريدُ، قال: كنت أنا وعُمرُ بن الخطاب جالسَيْن بيننا جدولٌ، قال: فرأى عُمرُ في ثوبه جنابةً، فقال: ((فَرَطَ عَلَيْنَا الِاحْتِلَامُ مُنْذُ أَكَلْنَا هَذَا الدَّسَمَ))، ثم غَسَل ما رأى في ثوبه، واغتسل، وأعاد الصلاةَ.

ولفظ البَيْهَقيِّ -وبنحوه مُسَدَّد-: " صلَّى بالناسِ الصبحِ، ثم استتبعني إلى الجُرف، فخرجت معه، فبينا نحن قعودٌ، والرَّبيع يَجري بيننا، إذْ نظَر إلى الاحتلام في ثوبه، فقال: ((لَا أَبَا لَكَ، لَقَدْ فُرِطَ عَلَيْنَا مُذْ وُلِّينَا أَمْرَ النَّاسِ))، فاغتسل، فصلَّى. زاد البَيْهَقي: "أحسبُه قال: ((ولم أُعِد، ولم يَأمُرني بالإعادة)).

وهذا سندٌ صحيحٌ أيضًا (١).

وقد جاءَ عن الشَّرِيدِ مِن وجهٍ آخَرَ:


(١) ولا يُعِلُّه ما خرَّجه عبد الرزاق (٩٤١، ٩٤٢): عن مَعْمَرٍ، وابنِ عُيَيْنة، عن أيُّوبَ، عن سُلَيمانَ بنِ يَسَارٍ، قال: حدَّثَنا مَن كان مع عُمرَ بنِ الخطَّابِ في سفر فأصابته جَنابةٌ ... الحديثَ؛ فهذه قصة أخرى كما هو ظاهر من سياقها، وهي في (الموطأ ١٢٥) أيضًا عَقِبَ روايةِ ابن يَسَار، من طريقٍ آخَرَ. وإنما نبَّهْنا على ذلك مع وضوحه؛ لأن بعض محقِّقي (الموطأ) قد خرَّج روايةَ سُلَيمانَ المنقطعةَ عند مالكٍ مِن هذا الموضع بالمصنَّف! وكان يجدُر به تخريجُها من الموضع المذكورِ أعلاه.