هذا، وقد ذكرَ الفاكهيُّ للحديثِ شاهدين، ولكنه لم يسقْ متنيهما، وأحالَ بهما على حديثِ ابنِ مجاهدٍ هذا.
فأما الشاهدُ الأولُ: فهو في (أخبار مكة ٩١٩) من حديث إسماعيل بن رافع، عن أنس، ومن خلال تخريجه تَبَيَّنَ أنه ليس في متنه موضعُ الشاهدِ أيضًا، وهو الغسلُ من الجنابةِ، وسندُهُ وَاهٍ جدًّا، وهو مخرج في (موسوعة الصلاة) أيضًا.
وأما الشاهدُ الثاني، فلم نجدْهُ عند غيرِ الفاكهيِّ، فلم يَتَبَيَّنْ إن كان وافقه في جميعِ المتنِ أم لا، وعلى كُلٍّ فإسنادُهُ ساقطٌ أيضًا:
رواه الفاكهيُّ في (أخبار مكة ٩٢٠)، قال: حدثنا ميمون بن الحكم الصنعاني، قال: ثنا محمد بن جعشم، عنِ ابنِ جُريجٍ، قال: حُدِّثتُ عن أُبيِّ بنِ كعبٍ رضي الله عنه، قال:((إِنَّ رَجُلَينِ أَتَيَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَحَدُهُمَا مِنَ الأَنْصَارِ، والآخَرُ مِنْ ثَقِيفٍ ... ))، فذكرَ نحو حديثِ ابنِ مجاهدٍ.
وهذا إسنادٌ وَاهٍ جدًّا؛ فيه: ميمونُ بنُ الحكمِ الصنعانيُّ شيخُ الفاكهيِّ، لم نجدْ مَن ترجمَ له، ثم هو منقطعٌ بينَ ابنِ جُريجٍ، وأُبيِّ بنِ كَعبٍ، وهو ظاهرٌ في قوله:(حُدِّثتُ عَن أُبيٍّ).
فأما ابنُ جُعْشُمٍ، فهو محمدُ بنُ شُرَحْبِيلِ بنِ جُعْشُمٍ الصنعانيُّ، قال البخاريُّ:((حديثه معروف)) (التاريخ الكبير ١/ ١١٣)، وقال الدارقطنيُّ:((لم يكنْ بالحافظِ)) (العلل ٦/ ٣٤٣)، بينما قال الذهبيُّ:((ضَعَّفَهُ الدارقطنيُّ))، وذكره ابنُ حِبانَ في (الثقات ٩/ ٥٢)، وقال:((مستقيمُ الحديثِ)) (اللسان ٦٩٠٢).