وهذا إجماعٌ منَ العُلماءِ لا خِلافَ بينهم فيه، والحمدُ للهِ، إلا أنَّهُم مُجْمِعُونَ أيضًا على اسْتِحْبَابِ الوُضُوءِ قبلَ الغُسْلِ للجُنُبِ تَأَسِّيًا برسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وفيه الأُسوةُ الحسنةُ؛ ولأنه عَونٌ على الغُسْلِ، وأما الوُضُوءُ بعدَ الغُسْلِ فلا وجهَ له عندَ أهلِ العلمِ.
وقد أجمعَ العلماءُ على أن الوُضُوءَ لا يُعَادُ بعدَ الغُسْلِ: مَن أوجبَ منهم المضمضةَ والاستنشاقَ، ومَن لم يُوجبها)) (الاستذكار ٣/ ٥٩ - ٦٣).
رواه أحمد، عن يحيى بن آدم، قال: حدثنا حسن، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عائشة، به. حسن هو: ابن صالح بن حي (١).
(١) وذهب الحافظ في (أطراف المسند ١١٤٤٧)، و (إتحاف المهرة ١٦/ ١٠١٠)، إلى أنه: ابن عياش، وهذا وهم منه، فإن حسن بن عياش يروي عن أبي إسحاق الشيباني لا السبيعي، والصواب أن حسن المذكور في الإسناد هو: حسن بن صالح بن حي.