العلةُ الأُولى: الإرسالُ؛ أبو عائشةَ هو القرشيُّ الأمويُّ جليسُ أبي هريرةَ، ذكره بعضُهم في الصحابةِ فَوَهِمَ، وهو تابعيٌّ كما قال أبو أحمدَ الحاكمُ، وأقرَّهُ الحافظُ في (الإصابة ١٢/ ٤٩٦).
وانظر ما يلي:
العلةُ الثانيةُ: أبو عائشةَ هذا؛ حاله غير معروفة، قال ابنُ حزمٍ، وابنُ القطانِ:"مجهولٌ"(تهذيب التهذيب ١٢/ ١٤٦)، وقال الذهبيُّ:"غيرُ معروفٍ"(الميزان ٤/ ٥٤٣)، وقال الحافظُ:"مقبولٌ"(التقريب ٨٢٠٢)؛ يعني: عند المتابعةِ، ولم يتابعْ على هذا السياق -خلا صفة المني-، وقال ابنُ عساكر:" ... ولا نعرفُ أبا عائشةَ هذا، ونَرى أنه رجلٌ لم يلقَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم "(تاريخ دمشق ٦٧/ ٢٧).
قلنا: وفي متنِ حديثِهِ نكارةٌ وهي:
العلةُ الثالثةُ: النكارةُ في قولِهِ: ((أَمَّا حَمَلَةُ العَرْشِ فَإِنَّ الهَوَامَّ تَحْمِلُهُ بِقُرُونِهَا، وَالبَحْرَةُ الَّتِي في الشَّمْسِ مِن عَرَقَهِم))، وقد أشارَ إليها الحافظُ موسى بنُ هارونَ الحمالُ؛ فقد رواه عن ابنِ راهويه مختصرًا، لم يذكرْ منه سوى صفة المني، وحذفَ بقيةَ متنه مستنكرًا له، فقال:"وفيه كلام لا أعرفه في شيءٍ منَ الحديثِ؛ فتركته ... "(تاريخ دمشق ٦٧/ ٢٧).
وبقية رجاله ثقات، رجال الصحيح، عدا بقية بن الوليد، استشهدَ به البخاريُّ، وروى له مسلمٌ في المتابعاتِ، وهو ثقةٌ، لكنه يُدَلِّسُ عن الضعفاءِ كما في (التقريب ٧٣٤)، وقد صرَّح هنا بالسماعِ من شيخِهِ بَحير، فالعلةُ في إرسالِهِ وضعف مُرسِلِهِ.