قلنا: وقول السُّدِّيّ: ((وَكَانَ عَلِيٌّ إِذَا غَسَّلَ المَيِّتَ اغْتَسَلَ)) فيه علةٌ أُخرى؛ وهي الانقطاعُ بينه وبين عليٍّ، فإن إسماعيلَ السُّدِّيَّ لا يدرك عليًّا رضي الله عنه.
وعليه: فهي زيادةٌ منكرةٌ.
قلنا:
وقد رواه البزارُ في (مسنده ٥٩٢)، عن حاتمِ بنِ الليثِ، عن إبراهيمَ بنِ أبي العباسِ، عن الحسنِ بنِ يزيدَ، عن السُّدِّيِّ، عن سعدِ بنِ عبيدةَ، عن أبي عبدِ الرحمنِ، عن عليٍّ، به. فزادَ في إسنادِهِ:(سعد بن عبيدة).
وقال البزارُ:"وهذا الحديثُ لا نعلمه يُروى عن السُّدِّيِّ إلا من هذا الوجه".
قلنا: وحاتمُ بنُ الليثِ وإن كان منَ الثقاتِ، إلا أنه قد خُولِفَ؛ خالفه الإمامُ أحمدُ، فرواه عن إبراهيم بن أبي العباس بإسقاط (سعد بن عبيدة)، وكذا رواه جماعةٌ منَ الثقاتِ عن الحسن بن يزيد، لاسيما وقد قال الحسينيُّ عن حاتمٍ:"فيه نظر"(الإكمال ١١٨).
ولذا قال الدارقطنيُّ-وسُئِلَ عن هذا الحديثِ-: "يرويه السُّدِّيُّ، واختُلِفَ عنه:
فرواه سريج بن يونس، ومحمد بن بكار، وأبو مَعْمَرٍ القطيعيُّ، وزَحْمَوَيْه، وجمهورُ بنُ منصورٍ، وإبراهيم بن أبي العباس، عن الحسن بن يزيد بن الأصم، عن السُّدِّيِّ، عن أبي عبد الرحمن السُّلمي، عن عليٍّ.
وحدَّثَ به حاتم بن الليث، عن إبراهيم بن أبي العباس، عن الحسن بن يزيد، عن السُّدِّيِّ، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن عليٍّ.
زاد فيه: سعد بن عبيدة، وهو وَهْمٌ، والقول الأول أصح" (العلل ٤٨٤).