وصَحَّحَ إسنادَهُ ابنُ المُلقنِ في (البدر المنير ٤/ ٦٨٥)، والعينيُّ في (نخب الأفكار ٢/ ٤٥٤)، والسيوطيُّ في (الجامع الصغير ٥٤٦٣).
وقال الألبانيُّ:"رجالُه ثقاتٌ رجال مسلم؛ إلا أن أبا الزبير مدلس، وقد عنعنه؛ ولكن لا بأس به في الشواهد"(الإرواء ١/ ١٧٣).
قلنا: لكن ليست العلة هنا في أبي الزبير، إنما العلةُ في الراوي عنه؛ فقد قال ابنُ أبي حاتمٍ:"سألتُ أبي عن حديثٍ رواه داود بنُ أبي هند، عن أبي الزبير، عن جابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم:((غُسْلُ يَوْمِ الجُمُعَةِ وَاجِبٌ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ))، قال أبي: هذا خطأٌ؛ إنما هو على ما رواه الثقاتُ عن أبي الزبيرِ، عن طاوسٍ، عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفٌ"(العلل ٤٩).
قلنا: رَوَى هذا الموقوف أبو القاسم البغوي في (الجعديات ٢٦١٣)، عن علي بن الجعد، عن زهير، عن أبي الزبير، عن طاوسٍ، عن أبي هريرة، به.
قلنا: ولم ينفردِ ابنُ أبي هندٍ بهذا الحديثِ، فقد وقفنا له على متابعتين:
الأُولى:
رواها عبدُ بنُ حُميدٍ في (المنتخب ١٠٧٢)، عن ابنِ أبي شيبةَ، عن وكيعٍ، عنِ ابنِ جُريجٍ، عن أبي الزبيرِ، عن جابرٍ مثله، مرفوعًا.
لكن هذه المتابعة لا يُفرحُ بها؛ فابنُ جُريجٍ مع إمامته مدلسٌ مشهورٌ وقد عنعنه؛ فلعلَّه أخذَ الحديثَ من داودَ فدلَّسَه، والحديثُ حديثُ داود، كما ذكر أبو حاتم، ثم هو خطأ منه، والصواب: عن أبي الزبير، عن طاوسٍ، عن أبي هريرة، موقوفًا، كما ذكر أبو حاتم أيضًا.
والمتابعة الثانية:
رواها الخطيبُ في (المتفق والمفترق ١٦٤٥)، قال: أخبرنا أبو الوليد الحسن بن محمد بن عليِّ الدربندي، أخبرنا محمد بن