وأبو رجاء العطارديُّ، قال الذهبيُّ:"وقيل: إنه رأى أبا بكر الصديق"(السير ٤/ ٢٥٣).
قلنا: وَرُوِي في ذلك حديث من طريق أبي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ، قال:((أَتَيْتُ المَدِينَةَ، فَإِذَا النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ، وَإِذَا فِي وَسَطِهِمْ رَجُلٌ يُقَبِّلُ رَأْسَ رَجُلٍ وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّا فِدَاؤُكَ، وَلَوْلَا أَنْتَ هَلَكْنَا، فَقُلْتُ: مَنِ المُقَبِّلُ، وَمَنِ المُقَبَّلُ؟ قِيلَ: ذَاكَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يُقَبِّلُ رَأْسَ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه فِي قِتَالِ أَهْلِ الرِّدَّةِ الَّذِينَ مَنَعُوا الزَّكَاةَ)).
أخرجه أبو بكر بن المقرئ في (تقبيل اليد ٢٩)، ومن طريقه ابن عساكر في (تاريخ دمشق ٤٣/ ٥٠٢) بإسناد فيه مقال.
والذي يبدو لنا -والله أعلم- أن أبا رجاء العطاردي لم يسمع من أبي بكر الصديق رضي الله عنه؛ فإنا لم نقفْ على إسنادٍ صريحٍ عنه بالتحديثِ، ومما يؤيدُ ذلك أيضًا الروايةُ الآتيةُ للحديثِ، وفيها ذكر واسطة بين أبي رجاء، وأبي بكر.
هذا، والحديث أورده الدارقطنيُّ في (العلل ١/ ٦٥)، مقتصرًا على الشطر الأول من متنه، وقال:"يرويه أبو نصير الواسطي، واختُلِفَ عنه: فرواه سويد بن عبد العزيز، عن أبي نصير، عن أبي رجاء، عن أبي بكر.
وخالفه الضحاك بن حمرة، فرواه عن أبي نصير، عن أبي رجاء، عن عمران بن حصين، وعن أبي بكر الصديق.