وأسندَ عن كيعٍ أنه قال:"اغتسلَ هو، وغَسَّل امرأته".
وقال ابنُ حِبَّانَ -عقبه-: " (مَنْ غَسَّلَ) يريد: غسل رأسه، (وَاغْتَسَلَ) يريد: اغتسل بنفسه؛ لأن القوم كانت لهم جُمَمٌ احتاجوا إلى تعاهدها، وقوله:(بَكَّرَ وَابْتَكَرَ) يريد به: بَكَّرَ إلى الغسل، وابتكر إلى الجمعة".
وقال ابنُ قتيبة:"أكثر الناس يذهبون في (غَسَّلَ) إلى أنه أرادَ مجامعة الرجل أهله قبل خروجه إلى الصلاة؛ لأنه لا يؤمن عليه أن يرى في طريقه ما يحرك منه ويشغل قلبه.
ويذهب آخرون أنه أراد بقوله (غَسَّلَ): توضأ للصلاة، فغسل جوارح الوضوء وثقل الفعل؛ لأنه أراد غسلًا بعد غسل؛ لأنه إذا أسبغ وأكمل الطهور غسل كل عضو ثلاث مرات، ثم اغتسل بعد ذلك غسل الجمعة" (غريب الحديث ١/ ٢٨٩).
وقال الخطابيُّ:" (غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ). يرويه بعضهم:(غَسَّلَ)، بتشديد السين، وليس بجيد، وإنما هو (غَسَلَ)، بالتخفيف. ويتأول على وجهين: أحدهما: أن يكون أراد به اتباع اللفظ، والمعنى واحد. كما قال في هذا الحديث:(اسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ). والوجه الآخر: أن يكون قوله (غَسَلَ) إنما أراد: غسل الرأس، وخص الرأس بالغسل لما على رؤوسهم من الشعر، ولحاجتهم إلى معالجته وتنظيفه، وأما الاغتسال فإنه عام للبدن كله"(إصلاح غلط المحدثين صـ ٢٥).
وقال النوويُّ: "وَرُوِي (غَسَلَ) بتخفيف السين، و (غَسَّلَ) بتشديدها، روايتان مشهورتان والأرجح عند المحققين بالتخفيف.
فعلى رواية التشديد في معناه ثلاثة أوجه؛ أحدها: غسل زوجته بأن جامعها