حَدِيثُ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:
◼ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ تَوَضَّأَ فَبِهَا وَنِعْمَتْ، وَمَنِ اغْتَسَلَ فَالغُسْلُ أَفْضَلُ))
[الحكم]: ضعيفٌ، وضَعَّفَهُ: عبدُ الحقِّ الإشبيليُّ، وابنُ القطان، وابنُ عبد الهاديِّ، وابنُ التركمانيِّ، وابنُ الملقنِ، والهيثميُّ، وابنُ حَجَرٍ، والعينيُّ.
[التخريج]: [بز (١٨/ ١٦) ((واللفظ له)) / هق ١٤٢٩/ تمهيد (١٠/ ٨٧)].
[التحقيق]:
رُوِيَ من طريقينِ عن أبي سعيدٍ؛ كلاهما ضعيف.
الطريقُ الأولُ:
رواه البزارُ في (مسنده) قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد، حدثنا أسيد بن زيد، حدثنا شريك، عن عوفٍ، عن أبي نضرةَ، عن أبي سعيدٍ، به.
ورواه البيهقيُّ: من طريق أَسِيدِ بنِ زَيدٍ الجَمّالِ، عن شريكٍ، عن عوفٍ الأَعْرابيِّ، به.
قال البزارُ: ((وهذا الحديثُ لا نعلمه يُروى عن أبي سعيدٍ الخدريِّ، عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلَّا من هذا الوجهِ. ولا نَعْلَمُ رواه عن عوفٍ إلَّا شريك، ولا عن شريكٍ إلَّا أَسِيد بن زيد. وأَسِيدُ بنُ زَيد ٍكوفيٌّ قدِ احتمل حديثُه مع شيعيةٍ شَديدةٍ كانت فيه)).
قلنا: بل أَسِيدُ ضعيفٌ جدًّا، بل كذَّبه ابنُ معين، وقال النسائيُّ: ((متروكٌ))، ورمَاهُ ابنُ حبانَ بسرقةِ الحديثِ، وهذا الحديثُ معدودٌ فيما استُنْكِرَ عليه؛ كما في (التهذيب ١/ ٣٤٤).
وبه ضَعَّفَ هذا الطريق عبدُ الحَقِّ الإشبيليُّ في (الأحكام الوسطى ٢/ ٩٨)، وابنُ القطان في (بيان الوهم ٣/ ٣٩٧) -وأقرَّه العينيُّ في (البناية ١/ ٣٤١) -، وابنُ عبد الهادي في (تنقيح التحقيق ١/ ٣٦٦)، وابنُ التركمانيِّ في (الجوهر النقي ١/ ٢٩٥)، وابنُ الملقن في (البدر المنير ٤/ ٦٥٣)، والهيثميُّ في (مجمع الزوائد ٣٠٦٩)، وابنُ حَجَرٍ في (الدراية ١/ ٥١).
وشريكٌ؛ سيئُ الحفظِ، كما تقدَّمَ مِرارًا.
الطريقُ الثاني:
رواه ابنُ عبدِ البرِّ: من طريقِ الربيعِ بنِ بَدرٍ المعروف بعُلَيْلَةَ، عنِ الجريريِّ، عن أبي نضرةَ، عن أبي سعيدٍ رضي الله عنه. والربيع: ((متروك)) كما في (التقريب ١٨٨٣).
وبه ضعَّف هذا الطريقَ ابنُ الملقنِ في (البدر المنير ٤/ ٦٥٤).
وابنُ حَجَرٍ في (التلخيص الحبير ٢/ ١٣٥).
وضعَّف الحديثَ مطلقًا ابنُ حجرٍ في (فتح الباري ٢/ ٣٦٢).