حَدِيثٌ آخَرُ لِابْنِ عَبَّاسٍ:
◼ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: ((كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رُبَّمَا يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرُبَّمَا تَرَكَهُ أَحْيَانًا)).
[الحكم]: موضوعٌ، وحكم عليه بالوضعِ: ابنُ حزمٍ، وعبدُ الحقِّ الإشبيليُّ، والألبانيُّ.
[التخريج]:
[طب (١٢/ ٢٤٢/ ١٢٩٩٩) ((واللفظ له)) / معص (صـ ١٣٩) / مخلدي (ق ٢٨٩ أ)].
[السند]:
قال الطبرانيُّ: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرميُّ، ثنا محمد بن معاوية النيسابوريُّ، ثنا أبو المليح، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، به.
ورواه ابن جميع، والمخلديُّ من طريق محمد بن معاوية، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ وَاهٍ؛ فيه: محمد بن معاوية النيسابوريُّ، كذَّبه واتَّهمه بوضعِ الحديثِ غيرُ واحدٍ من أهلِ العلمِ، انظر: (تهذيب التهذيب ٩/ ٤٦٤).
وبه حكم على الحديث بالوضعِ ابنُ حزمٍ في (المحلى ٢/ ١٢)، وعبدُ الحقِّ الإشبيليُّ في (الأحكام الوسطى ٢/ ٩٧)، والألبانيُّ في (الضعيفة ٤٢٣٦).
وقال الهيثميُّ: ((رواه الطبرانيُّ في (الكبير)، وفيه: محمدُ بنُ معاويةَ النيسابوريُّ، وهو ضعيفٌ، ولكنه أثنى عليه أحمدُ، وقال عمرو بن عليٍّ: ضعيفٌ، ولكنه صدوقٌ)) (مجمع الزوائد ٣٠٧٠).
وهذا تساهلٌ منَ الهيثميِّ؛ فقد حكم هو بنفسه على النيسابوريِّ في مواضع أُخرى بأنه: ((متروكٌ))، انظر: (مجمع الزوائد ١٢٢٤٠، ١٢٤٤٥).
ثم إن الإمامَ أحمدَ لم يثبتْ عنه أنه أثنى على محمد بن معاوية النيسابوريِّ، إنما الثابتُ عنه أنه كذَّبه، وقال: ((رأيتُ أحاديثَه أحاديث موضوعة)) (الجرح والتعديل ٨/ ١٠٣)، (الضعفاء الكبير للعقيلي ٣/ ٥٦٣).
وأما قول عمرو بن علي الفَلَّاسِ، فيعارضه تضعيفُ جمهورِ الأئمةِ له تضعيفًا شديدًا، فقد كذَّبه أحمدُ، وابنُ معين، والدارقطنيُّ، وقال مسلمٌ، والنسائيُّ: ((متروكُ الحديثِ))، وضَعَّفَهُ: ابنُ المدينيِّ، والبخاريُّ، وأبو داودَ، وأبو حَاتمٍ، وأبو زُرعةَ الرازيُّ، وغيرُهُم، انظر: (تهذيب التهذيب ٩/ ٤٦٤).
والحديثُ رمزَ له بالضعفِ السيوطيُّ في (الجامع الصغير ٦٨٣٣)، إلا أن الصنعانيَّ نقلَ في (التنوير شرح الجامع الصغير ٨/ ٤٦٨)، أن السيوطيَّ رمزَ له بالصحةِ!
وأغربَ المناويُّ فحَسَّنَ إسنادَ الحديثِ في (التيسير ٢/ ٢٦٠).