قال البيهقيُّ في (السنن الكبير): أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، وأبو سعيد بن أبي عمرو قالا: حدثنا أبو العباس بن يعقوب، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، به.
[التحقيق]:
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؛ فيه: أحمد بن عبد الجبار العطارديُّ، وهو:"ضعيف" كما في (التقريب ٦٤).
وقد خُولِفَ في متنه:
فقد رواه ابنُ أبي شيبةَ في (المصنف ٤٨٣) قال: حدثنا وكيعٌ، عن الأعمشِ، عن مجاهدٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو، قال:((اغْتَسِلْ مِنَ الْحِجَامَةِ)).
ورواه عبد الرزاق (٧١٠، ١١٥٠، ٥٣٦٨) -وعنه ابنُ المنذر في (الأوسط ٧٣) -: عن الثوريِّ، عنِ الأعمشِ، عن مجاهدٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ (عمرٍو)(١)، قال:((إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ أَغْتَسِلَ مِنْ خَمْسٍ: مِنَ الْحِجَامَةِ، وَالمُوسَى، وَالحَمَّامِ، وَالجَنَابَةِ، وَيَوْمِ الْجُمُعَةِ)).
قال الأعمشُ: فذكرتُ ذلك لإبراهيمَ، فقال:((مَا كَانُوا يَرَوْنَ غُسْلًا وَاجِبًا إِلَّا مِنَ الْجَنَابَةِ، وَإِنْ كَانُوا يَسْتَحِبُّونَ أَنْ يَغْتَسِلُوا يَوْمَ الجُمُعَةِ)).
فهذا هو الصحيحُ عنِ الأعمشِ، وهذا اللفظُ موقوفٌ قولًا واحدًا، لا يَأْخَذُ حُكْمَ الرفعِ بحالٍ، بخلافِ لفظِ أحمدَ بنِ عبدِ الجبارِ، عن أبي مُعَاويةَ، ففيه خلافٌ مشهورٌ.
(١) كذا وقع في الموضع الأول من المطبوع من (مصنف عبد الرزاق)، ووقع في الموضعين الأخيرين: (عمر)، وذكر محقق طبعة دار الكتب العلمية (٣/ ١٩٩/ حاشية ٢)، أنه وقع في نسخة أخرى: (عمرو)، وجاء في طبعة دار الفلاح (للأوسط لابن المنذر): (عمر)، ولكن في طبعة دار طيبة: (عمرو)، وهو ما نراه صوابًا، لموافقته رواية ابن أبي شيبة، وكذا رواية أحمد بن عبد الجبار، وصرح بأنه (ابن العاص) مما لا يدع مجالًا للشك، والله أعلم.