للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رواية أُخْرَى فِيهَا ذِكْرُ الفَرْث:

• وَفِي رِوَايةٍ عَنِ ابنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في المَسْجِدِ، وَأَبُو جَهْلِ بنِ هِشَامٍ، وَشَيْبَةُ وَعُتبَةُ (١) ابنَا رَبِيعَةَ، وَعُقبَةُ بنُ أَبِي مُعَيطٍ، وَأُمَيةُ بنُ خَلَفٍ [قَالَ أَبُو إسْحَاقَ: وَرَجُلَانِ آخَرَانِ لَا أَحْفَظُ أَسمَاءَهُمَا كَانُوا سَبْعَةً وَهُمْ فِي الْحِجْرِ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّى، فَلَمَّا سَجَدَ أَطَالَ السُّجُودَ] ١ فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ: أَيُّكُم يَأْتِي جَزُورَ بَنِي فُلَانٍ، فَيَأْتِيَنَا بفَرْثِهَا، فَيُلْقِيَهُ عَلَى مُحَمَّدٍ؟ فَانْطَلَقَ أَشْقَاهُمْ، وأَسْفَهُهُم عُقبَةُ بنُ أَبِي مُعَيطٍ، فَأَتَى بِهِ، فَأَلْقَاهُ عَلَى كَتِفَيهِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَاجِدٌ لَم يَهْتَمَّ. قَالَ ابنُ مَسْعُودٍ: وَأَنَا قَائِمٌ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِشَيْءٍ، لَيسَ عِنْدِي عَشِيرَةٌ تَمنَعُنِي، [فَأَنَا أَرْهَبُ] ٢ إِذْ سَمِعَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بذَلِكَ، فَأَقبَلَتْ حَتَّى أَلقَتْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهَا، ثُمَّ اسْتَقْبَلَتْ قُرَيْشًا تَسُبُّهُم، فَلَمْ يَرْجِعُوا إلَيهَا شَيئًا، وَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأْسَهُ كَمَا كَانَ يَرفَعُهُ عِنْدَ تَمَامِ سُجُودِهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَاتَهُ قَالَ: ((اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِعُقبَةَ، وَعُتبَةَ، وَأُمَيةَ بنِ خَلَفٍ، وَأَبي جَهْلِ بنِ هِشَامٍ، وَشَيْبَةَ)).

وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ المَسْجِدِ، فَلَقِيَهُ أَبُو البَخْتَري، وَمَعَ أَبي البَخْتَري سَوْطٌ يَتَخَصرُ بِهِ (٢)، فَلَمَّا رَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْكَرَ وَجْهَهُ، فَأَخَذَهُ فَقَالَ: تَعَالَ، مَا لَكَ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ((خَلِّ عَنِّي)) فَقَالَ: عَلمَ اللهُ لَا أُخَلِي عَنْكَ أَوْ تُخْبِرَنِي مَا


(١) - في مطبوعة الأوسط: ((عقبة))، وهو تحريف، بدلالة ما ذكر بعد، وقد جاء على الصواب في بقية المراجع.
(٢) - في مطبوعة الأوسط: ((بخنصريه))، وهو تحريف، وقد جاء على الصواب في بقية المراجع.