عبد الرحمن بن جبير أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَّرَ عمرَو بنَ العاصِ على جَيشٍ ... فذكره.
وخالفَ الجميعَ، يزيدُ بنُ الحبابِ كما عند ابن عبد الحكم في (فتوح مصر صـ ٢٧٧) فرواه عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبى حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبي فراس يزيد بن رباح -مولى عمرو- عن عمرو.
وهذا الوجهان الآخران لا نراهما إلا من أوهام ابن لهيعة، فقد رواه ابنُ وهبٍ عنه على وجهٍ آخرَ كما سيأتي في الوجهِ الثاني، وقال الزيلعيُّ:"ورواه إسحاقُ بنُ راهويه في (مسنده) بالسندِ المتصلِ من طريقِ ابنِ لهيعةَ عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن جبير عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص عن عمرو بن العاص ... فذكره وقال فيه: فَتَيَمَّمْتُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ بهم ... إلى آخره"(تخريج أحاديث الكشاف ١/ ٣٠٩).
وقال الحافظُ -أيضًا-: "ورواه الوليد بن مسلم عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن جبير عن أبي قيس لأن عَمْرًا ... به، ولم يذكر عَمْرًا به (١)، وصورته مرسل" ... ثم قال:"والاختلافُ فيه على ابنِ لهيعةَ أظنُّه منه لسوءِ حفظه"(تغليق التعليق ٢/ ١٨٩ - ١٩٠).
ولذا لم نَعُدّ هذه الأوجه من أوجه الخلاف على يزيد لضعف قائلها، وثبوت الصحيح عنه من رواية الجماعة المتقدم ذكرهم.
قلنا: وإسنادُ أبي داود رجالُهُ ثقاتٌ، غير يحيى بن أيوب، وهو الغافقيُّ المصريُّ، تُكلِّم فيه لسوء حفظه، ولكنه متابع على السند والمتن من ابن