فرواه (أحمد، وحرملة) عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث به.
ورواه ابنُ المنذرِ في (الأوسط) عن أحمد بن داود عن حرملة بن يحيى عن ابن وهب عن عمرو بن الحارث به، ولكن قال فيه:((فَتَيَمَّمْتُ، ثُمَّ صَلَّيْتُ)).
ونراه وهمًا من أحمد بن داود هذا، فقد قال الدارقطنيُّ:"متروكٌ كذَّابٌ"(الضعفاء والمتروكين ٥٢)، والمحفوظُ في روايةِ عمرِو بنِ الحارثِ ما تقدَّم.
قلنا: ففي هذا الوجه زاد عمرو بن الحارث في سنده: أبا قيس مولى عمرو بن العاص بين عبد الرحمن بن جبير وعمرو رضي الله عنه، وخالف يحيى بن أيوب في متنه حيث ذكر الوضوء مقابل التيمم.
قال البيهقيُّ -بعد طريق يحيى بن أيوب المتقدم-: ((هذا مرسلٌ، لم يسمعْه عبد الرحمن بن جبير من عمرو بن العاص، والذي رُوي عن عمرو بن العاص في هذه القصة متصل، ليس فيه ذكر التيمم، ... )) (الخلافيات ٢/ ٤٨٠)، ثم أسندَ طريقَ عمرِو بنِ الحارثِ.
وقال -أيضًا-: "ورواه عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران فخالفه في الإسناد والمتن جميعا"(السنن الكبير ٢/ ١٨٧).
قلنا: وإسنادُ الحاكمِ هذا رجاله ثقات، فعمرو بن الحارث من ثقات المصريين، ولذا أورده ابنُ حِبَّانَ في (الصحيح).
قال الحاكم: ((هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والذي عندي أنهما عللاه بحديث جرير بن حازم، عن يحيى بن أيوب، عن يزيد بن أبي حبيب، ... ثم أسند حديث جرير المتقدم عن يحيى بن أيوب