هذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ كما قال الهيثميُّ في (المجمع ٤/ ٢٤٥)، ولكن المغيرة بن مقسم وشيخه مدلسان كما في (طبقات المدلسين ١٣، ١٠٧)، وقد عنعنا!
فإنْ غُضَّ الطَّرْف عن عنعنة شباك الضبي لكونه من المرتبة الأولى منَ المدلسين كما ذكره ابنُ حَجرٍ، فلا يمكنُ غض الطرف عن عنعنة المغيرة لكونه من المرتبة الثالثة، أي: ممن أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرَّحوا فيه بالسماعِ، فإنْ سَلِمَ السندُ من عنعنته صَحَّ، وإلا فلا، والله أعلم.
وقد اختُلِفَ فيه على المغيرةِ أيضًا:
فرواه ابنُ سعدٍ (٩/ ١٦): عن يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة عن المغيرة عن شباك عن عامر: أن ثقيفًا ... فذكره مقتصرًا على قصة أبي بكرة.
فأرسله أبو عوانة، وهو ثقةٌ ثبتٌ، والموصولُ من رواية جماعة فيهم مَن هو مثله، كالمفضل وأبي الأحوص، فإنهما ثقتان ثبتان، فلعلَّ هذا الاختلاف من قِبل المغيرةِ، حَدَّثَ به موصولًا مرة، وأرسله أُخرى، والله أعلم.
هذا، وتَسَوُّرِ أبي بكرةَ لحصنِ الطَّائفِ ونزوله إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم ثابتٌ في (صحيح البخاري - رقم ٤٣٢٦).