للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عنِ ابنِ عُيَينَةَ ... فزاد فيه إسحاق -من دون أصحاب سفيان-: ((وَإِنْ كَانَ ذَائِبًا فَلَا تَقْرَبُوهُ))، فيجوز أن يكون الخطأ ممن بَعْدِ إسحاق)). وقال أيضًا: ((ولا ريب أن إسحاقَ كان يحدِّثُ الناس من حفظه، فلعلَّه اشْتَبَهَ عليه، والله أعلم)).

وقال ابنُ القيم عن روايةِ ابنِ راهويه: ((إِنَّ كثيرًا من أهل الحديث جعلوا هذه الرواية موهومة معلولة؛ فإن الناس إنما رووه عن سفيان، عن الزُّهريِّ مثل ما رواه سائر الناس عنه كمالك وغيره من غير تفصيل، كما رواه البخاري وغيره)) (تهذيب السنن ١٠/ ٢٢٨).

وقال ابن حجر: ((قوله: ((أَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا)) هكذا أورده أكثر أصحاب ابن عُيَينَةَ عنه، ووقعَ في (مسند إسحاق بن راهويه)، ومن طريقه أخرجه ابن حبان بلفظ: ((إِنْ كَانَ جَامِدًا فَأَلْقُوهَا وَمَا حَوْلَهَا وَكُلُوهُ، وَإِنْ كَانَ ذَائِبًا فَلَا تَقْرَبُوهُ)) وهذه الزيادة في رواية ابنِ عُيَينَةَ غريبة)) (فتح الباري ٩/ ٦٦٨).

وقال أيضًا -تعليقًا على فتوى الزُّهريِّ والتي تقدم ذكرها-: ((وهذا يَقْدَحُ في صحة من زاد في هذا الحديث عن الزُّهريِّ التفرقة بين الجامد والذائب - كما ذُكِرَ قَبْلُ عن إسحاقَ- وهو مشهورٌ من رواية مَعْمَرٍ عن الزُّهريِّ)) (فتح الباري ٩/ ٦٦٩).

[تنبيهات]:

الأول: رواه إسحاق بنُ راهويه في (مسنده ٢٠٠٧) عن سفيانَ بنِ عُيَينَةَ به، بلفظِ: ((أَلْقُوْهَا وَمَا حَوْلَهَا وَكُلُوهُ)) مثل رواية الجماعة عنِ ابنِ عُيَينَةَ، ولم نجدِ التفصيل بيْن الجامد والمائع في مسنده، ولكن جزم الحافظ في (التلخيص ٣/ ٩) وفي (الفتح ٩/ ٦٦٨) بأن إسحاقَ قد أخرجه بهذا اللفظ في