وعلى كلٍّ فإسنادُ الخطيبِ المتقدمِ ضعيفٌ جدًّا، فيه ثلاثُ عللٍ:
الأولى: ابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، "صدوقٌ سيئُ الحفظِ جدًّا" كما في (التقريب ٦٠٨١)، وتقدَّم قولُ النسائيِّ فيه.
وقد خالفه شعبةُ فرواه عن الحكم، وليس فيه ذكر: "الضربتين" كما تقدم.
الثانية: يعقوب بن إبراهيم، وهو أبو يوسف القاضي، صاحب أبي حنيفة، متكلَّمٌ فيه، وهو إلى الضعفِ أقرب.
قال عمرو بن علي الفلَّاس: " صدوقٌ كثير الغلط" (تاريخ بغداد ١٤/ ٢٦٢).
وقال أحمدُ: "أبو يوسف صدوقٌ، ولكن أصحاب أبي حنيفة لا ينبغي أن يُروى عنهم شيء" (العلل ومعرفة الرجال لأحمد رواية ابنه عبد الله ٥٣٣٢).
وقال البخاريُّ: "تركه يحيى وعبد الرحمن ووكيع وغيرهم" (الضعفاء الصغير للبخاري ٤٣٦).
وانظر: (الكامل لابنِ عَدِيٍّ ١٠/ ٤٠٩ - ٤١٣)، و (الضعفاء للعقيلي ٢٠٧٧)، و (تاريخ بغداد ١٤/ ٢٤٥ - ٢٦٣)، و (لسان الميزان ٨٦٢٢).
الثالثة: محمد بن أبي رجاء، وهو البصريُّ، ترجمَ له الخطيبُ في (المتفق والمفترق ١٢٢٢)، ولم يذكرْ فيه جرحًا ولا تعديلًا.
قلنا: وهذه الروايةُ -بذكر الضربتين- منكرةٌ مخالفةٌ للرواياتِ الصحيحةِ عند الشيخين.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute