هذا إسنادٌ رجالُهُ ثقاتٌ، عدا أبا صالح عبد الله بن صالح كاتب الليث؛ فالجمهورُ على تليينه، انظر (تهذيب الكمال ١٥/ ١٠١ - ١٠٧).
وقال الحافظُ:"صدوقٌ كثيرُ الغلطِ، ثَبْتٌ في كتابه، وكانت فيه غفلة"(التقريب ٣٣٨٨).
قلنا: وقول الحافظُ: "ثَبْتٌ في كتابه" فيه نظر؛ فقد قال ابنُ حِبَّانَ:"سمعتُ ابنَ خُزيمةَ يقول: كان له جار بينه وبينه عداوة، فكان يضعُ الحديثَ على شيخ عبد الله بن صالح، ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله بن صالح، ويطرح في داره في وسط كتبه، فيجده عبد الله فيحدث به، فيتوهم أنه خطه وسماعه، فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره"(المجروحين ١/ ٥٣٤). فهذا يدلُّ على أن كُتُبَهُ -أيضًا- دخلها الخللُ، والله أعلم.
وقد اختلف عليه في لفظه:
فرواه محمد بن إسحاق الصاغاني الحافظ عنه به بلفظ:((فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَذِرَاعَيْهِ))، كما في هذه الرواية.
ورواه ابنُ الجارودِ في (المنتقى ١٢٨): عن محمد بن يحيى الذهلي. وابنُ أبي عاصمٍ في (الآحاد والمثاني ٢١٧٥): عن محمد بن عوف الطائي. وأبو أحمدَ الحاكمُ في (الأسامي والكنى ٣/ ١٨٦): من طريق الفضل بن محمد (الشعراني).
ثلاثتهم: عن أبي صالح، به بلفظ:((فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ)). وكذا رواه يحيى بن بكير وشعيب بن الليث عن الليث به. وقد تقدَّمَ تحت باب "التيمم ضربة