في (المصنف ٨٩٢)، وغيره، عن الثوري، عن محمد، ويحيى بن سعيد، عن نافع، أن ابن عمر تَيَمَّمَ وَصَلَّى العَصْرَ، وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ المَدِينَةِ مِيلٌ، أَوْ مِيلَانِ، ثُمَّ دَخَلَ المَدِينَةَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ، فَلَمْ يُعِدْ. فَذَكر مطلق التيمم، ولم يذكر فيه الكيفية.
وكذا رواية ابن عجلان، وقفنا عليها في (الأم للشافعي ١٠٢)، وغيره، بنحو رواية الأنصاري.
فهؤلاء ثلاثة عشر راويًا رووه عن نافعٍ فأوقفوه، كما تقدَّم.
ولذا استنكرَ الحفَّاظُ على محمد بن ثابت هذا الحديث:
فقال الإمامُ أحمدُ بن حنبل:"روى محمد بن ثابت حديثًا منكرًا في التيمم"(سنن أبي داود ١/ ٩٠)، وأقرَّه الذهبيُّ في (المهذب ١/ ٢٢٥).
وقال ابنُ هانئ:"عرضتُ على أبي عبد الله من حديث لوين محمد بن سليمان، عن محمد بن ثابت ... فقال: قال لي أبو عبد الله: هذا حديثٌ منكرٌ، ليس هو مرفوعًا"(مسائل أحمد رواية ابن هانئ ١١٠).
وقال مهنا:"سألتُ أحمدَ عن هذا الحديث، فقال: ليس بصحيحٍ، إنما هو عن ابنِ عمرَ"(تعليقه على العلل صـ ١٧١).
وقال ابنُ مَعينٍ:"يُنْكَرُ عليه حديث ابن عمر في التيمم؛ لا غير"(الضعفاء ٣/ ٤٣٩).
وقال -أيضًا-: "أنكروا على محمد بن ثابت العبدي -وليس بالبصري- حديث نافع عن ابن عمر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:((مَرَّ به رجلٌ فسَلَّم فتيمَّم ثم رَدَّ عليه)) (تاريخ أسماء الضعفاء والكذابين لابن شاهين ٥٧٢).