أما الأول: ففيه أبو عصمة وهو نوح بن أبي مريم؛ كذَّابٌ وضَّاعٌ، قال الحافظُ:"كَذَّبوه في الحديث، وقال ابنُ المباركِ: كان يضعُ"(التقريب ٧٢١٠).
وبه أعلَّه الزيلعيُّ فقال:"وأبو عصمة إن كان هو نوح بن أبي مريم، فهو متروك"(نصب الراية ١/ ١٥٤).
وأما الثاني: ففيه خارجة بن مصعب؛ قال ابنُ حَجرٍ:"متروكٌ، وكان يدلسُ عن الكذَّابين، ويقال: إن ابنَ مَعينٍ كَذَّبه"(التقريب ١٦١٢).
وبهما أعلَّه ابنُ الجوزي فقال:"أما حديث أبي جهيم فإن أبا عصمة وخارجة متكلَّم فيهما"(التحقيق ١/ ٢٣٦).
وتبعه الذهبيُّ فقال:"أبو عصمة متروكٌ، ورواه خارجة -وهو واه- عن عبد الله بن عطاء، عن موسى"(تنقيح التحقيق ١/ ٨٠).
ثم إن في السند انقطاعًا بين الأعرج وابن الصمة؛ فقد تقدَّم الحديثُ في (الصحيحين) وغيرهما من طرقٍ عن عبد الرحمن الأعرج، عن عمير مولى ابن عباس، عن أبي الجهيم، به.
ولذا قال ابنُ عبدِ الهادِي:"أبو عصمة في حديث أبي جهيم هو نوح بن أبي مريم، وهو متروك. وخارجة هو ابن مصعب، وقد ضعَّفوه، وقال محمد بن سعد: تركوه. والأعرج لم يسمع الحديث من أبي جهيم، بل بينهم عمير مولى ابن عباس، كما تقدم"(تنقيح التحقيق ١/ ٣٧٦).
وقال ابنُ الملقنِ: "وأبو عصمة السالف هو نوح بن أبي مريم، ضعيفٌ