وأما قول الحاكم:((لا أعلمُ أحدًا أسنده عن عبيد الله غير علي بن ظبيان، وهو صدوق))! .
فقد تعقبه الذهبيُّ قائلًا:"بل وَاهٍ؛ قال ابنُ مَعينٍ: ليس بشيءٍ. وقال النسائيُّ: ليس بثقةٍ"(مختصر تلخيص الذهبي لابنِ الملقنِ ١/ ١٥٥)، وبنحوه قال ابنُ الملقنِ في (البدر المنير ٢/ ٦٤٦).
وقال ابنُ أبي العز الحنفيُّ:"وتَسَاهُلُ الحاكمِ معروفٌ. وقد طَعَنَ فيه غيرُ واحدٍ من أهلِ الحديثِ"(التنبيه على مشكلات الهداية ١/ ٣٨٣).
وقال الهيثميُّ:"رواه الطبرانيُّ في (الكبير)، وفيه علي بن ظبيان، ضَعَّفه يحيى بنُ معين؛ فقال: كذَّابٌ خبيثٌ، وجماعةٌ، وقال أبو عليٍّ النيسابوريُّ: لا بأس به"(مجمع الزوائد ١٤١٦).
قلنا: وقد توبع علي بن ظبيان متابعتين ناقصتين:
الأُولى: رواها الشيرازيُّ في (الألقاب) كما في (شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي ٢/ ٣١٢) فقال: حدثنا أبو عمرو، ثنا محمد بن إبراهيم، ثنا موسى بن سعيد بن النعمان بن حِبَّانَ الدنداني، ثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود عن ابن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر به.
وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، فيه أبو حذيفة موسى بن مسعود، "صدوقٌ سيءُ الحفظِ، وكان يُصَحِّفُ"(التقريب ٧٠١٠).
ولذا نَخْشَى أن يكون ابنُ أبي روَّاد هذا قد تصحَّف على أبي حذيفةَ، فإن الحديثَ محفوظٌ بهذا اللفظِ عن ابنِ أبي داودَ الحرانيِّ كما سيأتي،
غير أنا وجدنا لأبي حذيفةَ متابعًا، وهو ما رواه الحافظُ محمدُ بنُ المظفرِ في (مسنده) كما في (جامع المسانيد للخوارزمي ١/ ٢٣٣)، -ومن طريقه