للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٣١٤١ - حَدِيثُ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ

◼ عَنِ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((تَمَسَّحُوا بِالأَرْضِ؛ فَإِنَّهَا بِكُمْ بَرَّةٌ)).

[الحكم]: معلٌّ بالإرسالِ، وأعلَّه: الدارقطنيُّ -ووافقه ابنُ عساكر-، وابنُ طاهرٍ المقدسيُّ -ووافقه الزيلعيُّ-.

[الفوائد]:

الأولى: قال أبو عبيد: "قوله: ((تَمَسَّحُوا)) يعني للصلاة عليها والسجود، يعني أن تباشرها بنفسك في الصلاة من غير أن يكون بينك وبينه شيء يصلي عليه. وإنما هذا عندنا علي وجهِ البرِّ ليس على أن من ترك ذلك كان تاركًا للسنةِ، وقد رُوي عن النبيِّ عليه السلام وغيره من أصحابه أنه كان يسجدُ على الخُمرةِ، فهذا هو الرخصة وذلك على وجه الفضل ... وقد تأوَّل بعضُهم قوله: ((تَمَسَّحُوا بِالأَرْضِ)) على التيممِ، وهو وجهٌ حسنٌ" (غريب الحديث ٢/ ١٩ - ٢٠).

قلنا: بوَّبَ ابنُ أبي شيبةَ على الحديث فقال: "ما يجزئُ الرجلُ في تيممه" (المصنف ٢/ ١٩١).

وإليه يشيرُ صنيع ابن الأثير فقال: "أرادَ به التيمم. وقيل: أراد مباشرة ترابها بالجباه في السجود من غير حائل، ويكون هذا أمر تأديب واستحباب، لا وجوب" (النهاية في غريب الحديث ٤/ ٣٢٧).

الفائدة الثانية: قوله: ((فَإِنَّهَا بِكُمْ بَرَّةٌ)) يعني أنه منها خلقهم وفيها معاشهم، وهي بعد الموت كفاتهم، فهذا وأشباه له كثير من بر الأرض بالناس"