ورواه ابنُ أبي خيثمةَ في (تاريخه - السفر الثاني) عن موسى بن إسماعيل عن حمَّادٍ به.
[التحقيق]:
هذا حديثٌ ضعيفٌ جدًّا، فيه ثلاثُ عِللٍ:
الأولى: الإعضال: فيعقوب بن عتبة ثقةٌ معدودٌ فيمن عاصر صغار التابعين، وهم الذين لم يثبتْ لهم سماعُ أحدٍ منَ الصحابةِ كما نصَّ الحافظُ في (مقدمة التقريب).
وقد أبانتْ رواية جرير بن عبد الحميد، كما عند البغوي في (معرفة الصحابة ٢٦٤٦)، -وعنه ابنُ قانعٍ في (معجمه ٢/ ١٦٦)، وغيره- أن بين يعقوب بن عتبة وابن حماطة اثنين، وهما الحارث بن أبي بكر وأبوه.
وتابع جريرًا عليه موسى بن محمد الأنصاري، فرواه بإثباتهما، بينما خالفهما حماد بن سلمة، فأعضله، وأسقط منه الحارث وأباه أبا بكر.
العلة الثانية: خطأُ حمادٍ في سنده ومتنه:
أما السندُ فأسقطَ منه اثنين كما تقدَّمَ، قال ابنُ أبي خيثمةَ:"نَقَصَ حمادٌ منَ الإسنادِ رجلين".
وأما المتنُ: فوهمه في ذكرِ الشاعرِ حيث قال: (ابن حماطة)، وعند ابن أبي خيثمة في رواية أخرى قال:(ابن أبي حمامة)، وكلاهما وهم، والصحيح قول جرير ومن تابعه: ابن الحمامة السلمي، كما تقدم في باب "التيمم ضربة واحدة للوجه والكفين إلى المرفقين".
العلة الثالثة: محمد بن إسحاق، صدوقٌ يدلسُ، وقد عنعن.