الثانية: مع ضَعْفِهِ قد خُولِفَ في متنه؛ فتفرَّدَ بذكرِ الوضوءِ والتيممِ فيه، مخالفًا بذلك عبد الجبار بن العباس -وهو صدوقٌ كما في (التقريب ٣٧٤١) -، فرواه عن عون بن أبي جحيفة عن مسلم بن رياح، بدونهما.
أخرجه البغويُّ في (معجم الصحابة ٣١١٠) من طريقِ أبي أحمدَ الزبيريِّ.
وأخرجه المخلديُّ في (الفوائد المنتخبة ق ٢٤٦ ب) من طريقِ عُبيدِ اللهِ بنِ موسَى.
كلاهما (الزبيري وعبيد الله) عن عبد الجبار بن العباس به.
وبذلك يكون ذِكرُ الوضوءِ والتيممِ في هذا الحديثِ منكرًا، ومما يؤكدُ ذلك أنه قد رُوي هذا الحديث من غير وجهٍ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بدونهما.
فرُوي عن أنس بن مالك عند مسلم (٣٨٢).
وعن عبد الله بن مسعود عند أحمد (٣٨٦١)، والنسائي في (السنن الكبرى ١٠٧٧٤).
وفي الباب أيضًا عن معاذ بن جبل، وصفوان بن عسال، والبراء بن عازب وغيرهم، وستأتي أحاديثهم في موسوعة الصلاة إن شاء الله.
فلعلَّه من أجلِ ذلك حَسَّنَ ابنُ عبدِ البرِّ هذا الحديث؛ فقال -في ترجمة مسلم بن رياح-: "روى عنه عون بن أبي جحيفة مرفوعًا في فضل الأذان حديثًا حسنًا"(الاستيعاب ٣/ ١٣٩٥).
[تنبيه]:
شَكَّ أبو القاسمِ البغويُّ في صحبة مسلم بن رياح، فقال:"لا أدري له صحبة أم لا"(معجم الصحابة ٤/ ٣٧١).