العلة الأولى: صالح بن بيان؛ إن كان هو الثقفي الساحلي؛ فهو متروكٌ كما قال الدارقطنيُّ، وانظر:(الميزان ٢/ ٢٩٠)، و (اللسان ٤/ ٢٨١).
وهذا ما ذَهَبَ إليه ابنُ الجَوزيِّ، فقال -بعد أن خرجه-: "صالح بن بيان متروك"(العلل المتناهية ١/ ٣٨١)، وقال أيضًا:"وكان يروي المناكير عن الثقات"(الضعفاء والمتروكون ١٦٥٤).
وإن كان غيرُهُ فهو مجهولٌ، وهذا هو ظاهر صنيع ابن القطانِ، حيث قال:"كلُّ مَن دُون محمد بن المنكدر لا يُعرف"(بيان الوهم والإيهام ٣/ ٣٣٣)، وقال:"مجاهيل في رواته"(بيان الوهم ٥/ ٦٧١).
ورجَّحَ العراقيُّ أنه آخرُ مجهولٌ غير الثقفي، فقال:"ذكر في (الميزان) صالح بن بيان، لكن الظاهر أنه غيره؛ فإن الذي في (الميزان) يَروي عن شُعبةَ، وهذا يَروي عن ابنِ المنكدرِ"(ذيل الميزان ١/ ١٢٤)، يعني: وشعبة من تلاميذ ابن المنكدر.
قلنا: لا مانعَ من أن يروي الراوي عن شيخه وشيخ شيخه، وقد تكون روايته عن ابن المنكدر منقطعة، وسواء كان هو الثقفي المتروك أو آخر مجهول فهو علة في الحديث.
العلة الثانية والثالثة: سعيد بن سليمان بن ماتع الحميري، وأسد بن سعيد أبو إسماعيل الكوفي؛ "مجهولان، لا يُعرفان"(بيان الوهم ٣/ ٣٣٣، ٥/ ٦٧١).
أما قول ابن القطانِ:"كلُّ مَن دون محمد بن المنكدر لا يُعرف"، ففيه نظر؛ لأن ابنَ رميس شيخ الدارقطني، وشيخه عثمان بن معبد- ثقتان معروفان، ترجم لهما الخطيب في (تاريخ بغداد ٢/ ١٣٧)، (١١/ ٢٨٨ - ٢٨٩).