وقال أيضًا:((هذا موقوف صحيح الإسناد)) (المطالب ٢/ ٥١٥).
وكذا حَكَم عليه البيهقي بالوقف كما في (الشعب).
وليس هو مما يقال من قِبل الرأي، فله حكم الرفع، لولا احتمال أنه من الإسرائيليات التي أُخذت عن أهل الكتاب ككعب الأحبار، وكان ابن عباس يَروي عنه.
بل الظاهر أنه منها، ففي متنه نكارة من وجهين:
الأول: في قوله ((يَا رَبِّ، زَيَّنَتْهُ لِي حَوَّاءُ))، والذي في كتاب الله تعالى أنه كان من تزيين إبليس لهما، كما في قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (٢٠) وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: ٢٠، ٢١].
وقال تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (١٢٠) فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى (١٢١) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [طه: ١٢٠ - ١٢٢]. وغير ذلك من الآيات الدالة دلالة واضحة صريحة على أن معصية آدم عليه السلام كانت من تزيين إبليس اللعين له.
الثاني: في قوله ((وَدَمَيْتُهَا فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّتَيْنِ))، فهذا يخالفه واقع النساء، فإن الحيض يأتي النساء - عادة - فِي كل شهر مرة، وليس مرتين.
وقد روى نحو هذه القصة: سعيد بن منصور في (التفسير ١٤٣٧) عن أبي معشر، عن محمد بن قيس. وفيه:(( ... أَمَّا أَنْتِ يَا حَوَّاءُ، كَمَا أدمَيْتِ الشَّجَرَةَ تَدْمِينَ فِي كُلِّ شهر ... )).
وكذا رواه الطبري في (تفسيره ١/ ٥٦٧) من طريق أبي معشر، عن محمد