ولكن ذِكره في الإسناد غير محفوظ، ولعل الوهم فيه من قِبل ابن السمسار، فإن فيه تساهلًا، وكان في أصوله سقم. والصواب أنه من رواية النعمان بن المنذر، كما رواه الطبراني عن أبي عبد الملك.
يدل عليه أن أبا عبد الملك توبع على هذا الوجه:
فرواه ابن عساكر في (تاريخه ٣٤/ ١١١) من طريق جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، عن سليمان بن (١) عبد الرحمن، عن عبد ربه بن ميمون، عن النعمان بن المنذر به.
والفريابي:((كان ثقة، حجة، من أوعية العلم)) (السير ١٤/ ٩٨).
والإسناد من هذا الوجه رجاله ثقات، فسليمان بن عبد الرحمن هو ابن بنت شرحبيل، وثقه جماعة، وله أخطاء كسائر الناس، وإنما نُقم عليه روايته عن الضعفاء والمجاهيل.
وروايته هنا عن عبد ربه بن ميمون، وهو ثقة، وثقه أبو زرعة كما في تاريخ دمشق (٣٤/ ١١٣)، وذكره ابن حبان في الثقات (٨/ ٤٢٢)، وهذا يَرُد قول الحسيني بأنه:((مجهول))! (الإكمال ٤٩٩).
ولكن النعمان بن المنذر، وإن وثقه أبو زرعة، فليس هو ممن يُقبل تفرده عن الزهري من بين أصحابه الحفاظ، لاسيما وقد لَيَّنه النسائي، وغمزه غيره لقوله في القدر.
(١) - بعدها في المطبوع: ((أبو))! ، وواضح من حاشية المحقق أنها كذا بالأصل بدل ((ابن))، فعدلها، لكنه ذهل فجمع بين التعديل والمعدل! . كما وقع المتن هنا بلفظ: (كانت تجمع)، والصواب (تضع).