قال الطبراني:((لم يَرْوِ هذا الحديث عن الزهري إلا الحسن بن الصلت، شيخ من أهل الشام، تفرد به ابن أبي السَّري)).
ورواه الأصم: عن بكر بن سهل به، ولكن سقط من إسناده الزهري! وزاد فيه:((وَمَنِ احْتَجَمَ يَوْمَ السَّبْتِ وَالأَرْبِعَاءِ فَأَصَابَهُ وَضَحٌ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ)).
والصواب ذِكر الزهري فيه، فقد رواه الدَّارَقُطْنِيّ في (الرابع من الأفراد) من طريق بكر بن سهل به مثل رواية الطبراني، ثم قال:((هذا حديث غريب من حديث الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، لم يروه غير شعيب بن إسحاق، عن الحسن بن الصلت، عن الزهري)).
قلنا: والغرابة هنا تعني النكارة، وهو كذلك منكر، تَفَرَّد به الحسن بن الصلت عن الزهري. وابن الصلت هذا لم نجد له ترجمة، وكذا قال الألباني، وقال:((ولم يذكره الحافظ ابن عساكر في (تاريخ دمشق) مع أنه على شرطه)) (الضعيفة ٧٥٧).
فهو مجهول العين، وتَفَرُّد مثله عن مثل الزهري يُعَدُّ منكرًا.
وفي الإسناد أيضًا: بكر بن سهل وهو الدمياطي، ضَعَّفه النسائي، وقال مسلمة بن القاسم:((تكلم الناس فيه وضعَّفوه))، أما الذهبي فقال:((حَمَل الناس عنه، وهو مقارب الحال)) (لسان الميزان ١٥٨٢).
قلنا: ضَعْفه هو المعتمد.
ومحمد بن أبي السري العسقلاني- وهو محمد بن المتوكل- مختلف فيه: وثقه ابن معين. وقال أبو حاتم:"لَين الحديث"، وقال ابن عدي:"كثير الغلط"، وقال ابن وضاح:"كان كثير الحفظ كثير الغلط"، وذكره ابن حبان في (الثقات)، وقال:"كان من الحفاظ"، وقال مسلمة بن قاسم: