الأولى: جهالة ابن قريط الصدفي، ترجم له الحسيني في (الإكمال ١٢٤٢)، والحافظ في (التعجيل ١٤٦٠)، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقد رواه عمرو بن الحارث -كما سيأتي- عن يزيد، وسماه:((ابن قرظ أو قرط))، وبهذا ترجم له البخاري في (التاريخ ٨/ ٤٤٤)، وابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل ٩/ ٣٢٤)، لكنه سماه:((ابن قرط أو قريط))، ولم يذكرا فيه جرحًا ولا تعديلًا.
قلنا: ولم يَرْوِ عنه سوى ابن قيس هذا، سماه ابن لهيعة:((سويدًا))، وسماه عَمرو:((يزيد))، وهو الصواب كما سيأتي بيانه، وأنه مجهول أيضًا.
وقد أعله ابن رجب بابن قريط هذا كما سيأتي، وقال فيه:((ليس بالمشهور)).
الثانية: ابن لهيعة، فهو سيئ الحفظ كما سبق مرارًا.
وبهاتين العلتين أعله الألباني فقال:((هذا إسناد ضعيف لا يصح؛ وذلك لأن ابن لهيعة سيئ الحفظ، فلا يُحتج به إذا تفرد، فكيف به إذا خالف؟ ! وابن قريظة الصدفي أورده الحافظ في فصل فيمن أُبهم، ولكن ذكر اسم أبيه أو جده أو نحو ذلك من (التعجيل)؛ ولم يزد على أن ذكر ما جاء في هذا الإسناد، فهو مجهول العين)) (ضعيف أبي داود ١/ ١١٨).
قلنا: وقد اضطرب ابن لهيعة في إسناده، وخولف فيه أيضًا، وهذه هي العلة الثالثة.
فأما بيان الاختلاف على ابن لهيعة:
فنقل ابن عبد البر في (التمهيد ٣/ ١٦٨) عن دحيم، أنه قال: حدثنا الوليد بن سلم، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد، عن سويد بن قيس التُجِيبي، أن