قلنا: لكن هذا اللفظ الذي في الصحيحين وغيرهما هو من رواية الشيباني أيضًا، رواه البخاري ومسلم من طريق خالد الحذاء.
ورواه البخاري من طريق عبد الواحد بن زياد، وأيضًا من طريق أبي عوانة.
ورواه مسلم من طريق عباد بن العوام.
ورواه ابن خزيمة وغيره من طريق جرير.
ورواه أبو عوانة من طريق إبراهيم بن الزبرقان.
كلهم عن الشيباني عن ابن شداد عن ميمونة بنحوه، ورواياتهم مخرجة في (باب إصابة ثوب المصلي امرأته وهي حائض).
فهؤلاء ستة من الثقات - وفيهم ثبتان - ذكروا في الحديث عن الشيباني:((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي وَمَيْمُونَةَ نَائِمَةٌ إِلَى جَنْبِهِ، وَهِيَ حَائِضٌ، فَإِذَا سَجَدَ أَصَابَ ثَوْبُهُ ثَوْبَهَا)).
وتابعهم هشيم - وهو ثقة ثبت أيضًا -، فرواه عن الشيباني بلفظ:((كَانَ فِرَاشِي حِيالَ مُصَلَّى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَرُبَّمَا وَقَعَ ثَوْبُهُ عَلَيَّ وَأَنَا عَلَى فِرَاشِي)).
وهو بمعنى رواية الجماعة كما بينه ابن رجب في (الفتح ٤/ ١٥٢، ١٥٣).
فروايات هؤلاء تدل على شذوذ رواية ابن عيينة عن الشيباني، حيث ذكر فيها:((أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى وَعَلَيْهِ مِرْطٌ لِبَعْضِ نِسَائِهِ، وَعَلَيْهَا بَعْضُهُ، وَهِيَ حَائِضٌ))، وعَيَّنها الحميدي والشافعي وغير واحد من أصحاب ابن عيينة بأنها ميمونة نفسها كما سبق.