وقد أشار الدَّارَقُطْنِيّ إلى تفرد مالك برواية:((فَإِذَا ذَهَبَ قَدْرُهَا)).
فبعد أن ذكر مَن رواه عن هشام، وهم يَزيدون على الأربعين رجلًا، قال:((واتفقوا في متنه أيضًا على قوله: (وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي)، إلا أن مالكًا قال:(فَإِذَا ذَهَبَ قَدْرُهَا))) (العلل ٨/ ١٣٩).
قلنا: مالك إمام حافظ كبير. وقد قال النسائي:((حديث مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة أصح ما يأتي في المستحاضة)) (السنن الكبرى عقب رقم ٢٧٣).
وقال ابن منده في (صحيحه) - بعد إخراج هذا الحديث من رواية مالك -: "هذا إسناد مجمع على صحته"(الإمام لابن دقيق العيد ٣/ ٢٨٣).
ومع ذلك، لم ينفرد مالك بهذا اللفظ:
* فقد رواه أحمد في (المسائل برواية صالح ٦٤٢) عن عبد الرزاق، قال: حدثنا ابن جريج قال: حدثني هشام بن عروة، عن عروة، أن عائشة حدثته، به بمثل لفظ مالك.
وهو في (المصنف ١١٧٥) إلا أنه لم يَسُقْ متنه، وأحال به على لفظ معمر قبله!
* ورواه أبو عَوَانة (٩٧٨)، وابن المنذر (٨٠٣)، والطحاوي في (المشكل ٢٧٣٥) و (المعاني ١/ ١٠٣)، من طريق ابن وهب قال: حدثني سعيد بن عبد الرحمن الجُمَحي، ومالك بن أنس، وعمرو بن الحارث، والليث بن سعد، أن هشام بن عروة أخبرهم، عن أبيه، عن عائشة، به بلفظ ((فَإِذَا ذَهَبَ قَدْرُهَا)).
قال ابن دقيق: ((وظاهر هذه الرواية مُوافَقة مَن ذُكر مع مالك في هذه