قال ابن حجر:((وهذا الاختلاف واقع بين أصحاب هشام، منهم مَن ذكر غسل الدم ولم يذكر الاغتسال، ومنهم مَن ذكر الاغتسال ولم يذكر غسل الدم. وكلهم ثقات، وأحاديثهم في الصحيحين، فيُحمل على أن كل فريق اختصر أحد الأمرين لوضوحه عنده)) (الفتح ١/ ٤٠٩).
وقد فسر الثوري غسل الدم في الحديث بقوله:((وتفسيره إذا رأت الدم بعد ما تغتسل أن تغسل الدم فقط)) (مصنف عبد الرزاق ١١٧٤).
وقد جَمَع بعضهم بين الأمرين فقال:((فإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم اغتسلي))، كما سيأتي في الرواية التالية.
وكذا جَمَع بينهما الأوزاعي في حديثه، عن يحيى الأنصاري، عن هشام (١) بلفظ: ((اغتسلي، واغسلي عنك الدم، وصلي)).
[تنبيه]:
ذكر النووي في (خلاصة الأحكام ٤٢٠، ٥٧٦) أن رواية ((فاغتسلي وصلي))، في هذا الحديث من المتفق عليه! .
وليس كذلك، فلم يخرج مسلم رواية الغسل في قصة فاطمة بنت أبي حبيش، فالحديث عند بلفظ:((فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وَصَلِّي))، كما تقدم في أول رواية.
وإنما أخرج مسلم رواية الغسل في قصة أم حبيبة بنت جحش. وهو حديث آخر.
(١) - لكنه جعله من رواية عروة عن فاطمة بنت قيس. وسيأتي تخريجه فيما بعد.