قَدْرَ مَا كَانَتْ تَحْبِسُكِ حَيْضَتُكِ))، كذا رواه مسلم (٣٣٤/ ٦٥) وأبو داود (٢٧٩) من طريق عِرَاك بن مالك، عن عروة، وقد سبق. فذِكر الأقراء غير محفوظ فيه.
قال البيهقي:((والصحيح حديث عِرَاك بن مالك عن عروة ... وقد تابعه على ذلك جماعة، وليس فيه ذكر الأقراء ... وهكذا في سائر الروايات الصحيحة، ليس في شيء منها أنه عَبَّر بالأقراء عن الحيض. والذي رُوِي في ذلك خارج الصحيح فإنما هو من جهة الرواة)) (مختصر الخلافيات ٤/ ٢٧٨).
[تنبيه]:
قال صاحب (عون المعبود ١/ ٣١٨) بعد أن ذكر وهم ابن عيينة: ((والمحفوظ في رواية الزهري إنما قوله: ((فَأَمَرَهَا أَنْ تَقْعُدَ الْأَيَّامَ كَانَتْ تَقْعُدُ))، ومعنى الجملتين واحد. لكن المُحدِّثين معظم قصدهم إلى ضبط الألفاظ المروية بعينها، فرووها كما سمعوا. وإن اختلطت رواية بعض الحفاظ في بعض ميزوها وبينوها)).
قلنا: هذه العبارة التي ذكر أنها محفوظة عن الزهري- إنما رُويت في قصة فاطمة بنت أبي حبيش، رواها سهيل عن الزهري، وهي رواية معلولة أيضًا! وإن كان معناها ثابتًا من غير رواية الزهري كما بيَّنَّاه في تحقيقنا لها.