للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أما رواية أبان، فقد اختُلف عليه فيها أيضًا:

فرواه الإسماعيلي عن عبد الله بن صالح، عن يوسف -وهو ابن موسى بن راشد-، عن مسلم بن إبراهيم، حدثنا أبان القطان، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن بنت جحش: ... الحديث، أسقط منه أبا سلمة؛ ولذا قال الإسماعيلي: ((وعن بنت جحش، مرسل)) (الإمام ٣/ ٣١٨). يعني: منقطع؛ فيحيى لم يدركها.

وهذا وإن كان رجاله ثقات، إلا أن المحفوظ عن مسلم عن أبان فيه ذِكر أبي سلمة كما سبق عن القاضي والحربي. وهكذا رواه الإسماعيلي من طرق عن أبان، به.

وفيه علتان:

الأولى: الانقطاع، فأبو سلمة بن عبد الرحمن لم يسمع من أم حبيبة.

قاله أبو حاتم الرازي كما في (المراسيل لابن أبي حاتم ٩٥٠).

وأقره الألباني في (صحيح أبي داود ٢/ ٨٤)، غير أنه صححه بالشواهد كما مر.

الثانية: الاضطراب في سنده كما بيَّنَّاه فيما سبق، خاصة لو صح الوجهان المرويان عن معمر. ولو أعملنا الترجيح، فالأَوْلى بالصواب هو قول هشام ومَن تابعه عن يحيى عن أبي سلمة: أن أم حبيبة ... مرسلًا.

قال ابن رجب: ((اختُلف في إسناده على يحيى، والصحيح عنه عن أبي سلمة مرسلًا، قاله أبو حاتم ... وقيل: عنه عن أبي سلمة عن أم حبيبة، ولا يصح)) (الفتح ٢/ ١٦٧).