وكذا نقل الترمذي عن الإمام أحمد أنه قال:((هو حديث حسن صحيح))! (السنن عقب رقم ١٢٩).
وقال أيضًا:((وكان أحمد بن حنبل يقول: هو حديث صحيح)) (العلل الكبير ٧٤).
ونَقَل حرب عن أحمد أنه قال:((نذهب إليه، ما أَحْسَنَه من حديث! ))، نقله ابن رجب في (الفتح ٢/ ٦٤).
ولكن المشهور عن أحمد خلاف ذلك:
فروى عنه أبو داود أنه قال:((في نفسي منه شيء)) (السنن ٢/ ٢٤٠/ حاشية رقم ١٣)، و (المسائل ١٦٠).
قال ابن سيد الناس:((فالجواب عنه أن الترمذي قد صححه، ونقل عن أحمد تصحيحه نصًّا، والذي ذكره أبو داود لم يعين فيه الحديث عن أحمد، وإنما هو شيء وقع له، ففَسَّر به كلام أحمد، ولن يستويا في رتبة أبدًا، وقد يكون ذلك كله، فيكون أحمد أولًا كان في نفسه منه شيء، ففهمه أبو داود ونقله عنه، ثم زال ما في نفسه منه وظهرت له صحته، فنقل ذلك عنه البخاري والترمذي ومَن نقله؛ فاندفعت الشُّبه المذكورة عن هذا الخبر)) (النفح الشذي ٣/ ١٤٢).
وقال بعضهم:((لعله يريد أن في نفسه شيئًا من جهة الفقه والاستنباط والجمع بينه وبين الأحاديث الأخرى، وإن كان صحيحًا ثابتًا عنده من جهة الإسناد)) (مرعاة المفاتيح ٢/ ٢٦٦).