سمع القصة منها، وقد زعم ابن حزم أن عروة أدرك فاطمة، ولم يستبعد أن يسمعه من فاطمة ومن عائشة)) (الجوهر ١/ ٣٣٢).
مع أن ابن التركماني في موضع سابق من (الجوهر ١/ ٣٢٦) قد أقر حكم ابن القطان بانقطاعه ما بين عروة وفاطمة! !
وزَعْم ابن حزم المشار إليه هو في (المحلى ٢/ ١٦٨)، وقد ذكرناه مع كلام ابن القيم في (الحاشية ١/ ٣٢٣)، والذهبي في (الرد على ابن القطان، ص ٢٨)، وابن دقيق في (الإمام ٣/ ١٩٠)، ضمن تحقيقنا لرواية ابن علقمة عن الزهري في وصف دم الحيضة بالأسود، فإنهم جميعًا رجحوا أن عروة سمع الحديث من عائشة وفاطمة جميعًا. وانظر ما حررناه هناك.
وقد أعل البيهقي الحديث بعلة أخرى، فقال:((ورواية عِراك بن مالك عن عروة عن عائشة في شأن أم حبيبة- أصح من هذه الرواية)) (السنن الكبرى عقب رقم ١٥٩٤).
وحديث عراك رواه مسلم وأبو داود وغيرهما من طرق عن الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر، عن عراك، به، الحديث في شأن أم حبيبة.
فهذا اختلاف آخر على الليث، وكأن البيهقي يعل الحديث بهذا الوجه.
وهذا الوجه خرجه ابن عبد البر في (التمهيد)، وأتبعه برواية المنذر، ثم قال:((لهذا الاختلاف ومثله عن عروة- والله أعلم- ضَعَّف أهل العلم بالحديث ما عدا حديث هشام بن عروة وسليمان بن يسار من أحاديث الحيض والاستحاضة)) (التمهيد ١٦/ ٦٦، ٦٧).
وكأنه عده اضطرابًا، والذي نراه أن الحديثين محفوظان عن الليث، أحدهما -وهو حديث أم حبيبة- ثابت لصحة إسناده. والآخر -وهو