وأبو إياس هو معاوية بن قُرة:((ثقة)). وسفيان هو الثوري. ومحمد بن كثير هو العبدي، ثقة من رجال الستة. ومحمد بن أيوب هو ابن يحيى بن الضريس، حافظ له تصانيف.
فليس في السند علة ظاهرة سوى زيد العمي، وهو ممن يُكتب حديثه، كما قال أبو حاتم وابن عدي، (تهذيب التهذيب ٣/ ٣٥٢).
ولكن لا يُعرف هذا عن الثوري إلا من هذا الوجه، فنخشى ألا يكون محفوظًا عنه، وأن أحدهم وهم فيه.
واستثنى الألباني الشطر الأول من الحديث، فقال -بعد أن ضَعَّفه جدًّا، وذَكَر لأوله شاهدًا واهي السند-: ((لكن هذا القدر من الحديث يشهد له حديث أم سلمة)) (الضعيفة ٥٦٥٣).
هذا، وقد روى البيهقي للحديث طريقًا آخر ذكر أنه موقوف، ولكنه في حكم المرفوع، وهو:
الطريق الرابع:
أخرجه البيهقي في (الخلافيات ١٠٧٢) من طريق أبي محمد بن حيان، ثنا محمد بن نصر، ثنا إسماعيل بن عمرو، ثنا الحسن بن صالح، عن عاصم الأحول، عن أنس بن مالك، قال:((وُقِّتَ لِلنُّفَسَاءِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا)).
فهذا له حكم الرفع، ولكن إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه علتان:
الأولى: إسماعيل بن عمرو هو البَجَلي، قال أبو حاتم والدَّارَقُطْنِيّ:((ضعيف))، وذكره ابن حبان في ((الثقات)) وقال: ((يغرب كثيرًا))، وقال أبو الشيخ:((غرائب حديثه تكثر))، وقال الخطيب:((صاحب غرائب ومناكير عن الثوري وغيره)) (اللسان ١٢١٣).