البيهقيُّ، فقال بعد أن ذكر أثرَ عائشةَ الموقوفَ:((وقد رُوِيَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بإسنادَينِ ضعيفين))، ثم ذكر حديثَ ابنِ لهيعةَ السابق، ثم ذكر هذا الحديثَ، ونقلَ عن إبراهيمَ الحربيِّ أنه قال:((الوازع بن نافع غيره أوثق منه، ولم يسمع خوله بنت نمار أو يسار إِلَّا في هذين الحديثين))، يعني: هذا، وحديث ابن لهيعة.
وقد تَعَقَّبَ ابنُ الملقن كلمةَ الحربيِّ ((غيرُه أوثقُ منه))؛ فقال:((وهذه عبارة عجيبة؛ فإنها لا تقالُ إِلَّا لمن شورك في الثقة ... ))، ثم نقل أقوالَ الأئمةِ في تضعيف الوازع، وبه ضَعَّفَ الحديثَ (البدر المنير ١/ ٥٢٤).
قلنا: لكن هذه الكلمة يستعملها إبراهيمُ الحربيُّ بكثرةٍ في الرُّواةِ شديدي الضعف والمتروكين والكذُّابين (١)، فالظاهرُ أنه اصطلاحٌ خاصٌّ له، ويعني به: شديد الضعف، ولا مشاحة في الاصطلاح، كما هو مقررٌ.
والحديثُ ضَعَّفَهُ النوويُّ في (خلاصة الأحكام ٤٣٨)، وابنُ دقيق العيد في (الإمام ٣/ ٤٤٠)، وابنُ سيد الناس في (النفح الشذي ٣/ ٢٢٩)، والذهبيُّ في (اختصار السنن ٢/ ٨٣٣)، ومغلطاي في (شرح ابن ماجه ٣/ ١٣٢)،
(١) وقد تتبعنا عددًا ممن قال فيهم ذلك، فوجدناهم إما شديدي الضعف أو متروكين أو كذَّابين: كعبد الملك بن هارون بن عنترة، وعبد الرحمن بن زياد الإفريقي، والحارث بن نبهان، وعبد الله بن عبد العزيز الليثي، وعبيد الله بن زحر، وحسام بن مصك، وزياد بن المنذر، وعبد الله بن سعيد المقبري، ويحيى بن العلاء البجلي، وعبد المهيمن بن عباس بن سهل، وعبيس بن ميمون التيمي، والحسن بن عمارة، وسعيد بن سلام العطار، وغيرهم.