المنافاة بين الجهل وبين الصحابية؟ ! )) (التعليق الممجد على موطأ محمد ٢/ ٨٦). وبنحوه قال المباركفوري في (تحفة الأحوذي ١/ ٣٧٣).
وأعلَّه ابنُ القطان بعلتين؛
الأولى: عدم ثبوت الصحبة للمرأة الأشهلية، وفيما سبق رَدٌّ عليه.
والثانية: أن عبد الله بن عيسى راويه لا يُعْرَفُ، وليس هو بابن أبي ليلى (بيان الوهم والإيهام ٤/ ١٣٣)، وقال في موضع آخر:((يرويه رجلٌ لا تُعْرَفُ حالُه)) (بيان الوهم والإيهام ٥/ ٦٧٣).
قلنا: وفيه نظر؛ لأمرين:
أولًا: جاء في سند ابنِ الجارود مميزًا بابن أبي ليلى.
ثانيًا: لم يُذْكَرْ فيمن روى عن موسى بن عبد الله بن يزيد، وروى عنه زهير بن معاوية، وشريك النخعي، وإسرائيل؛ غير عبد الله بن عيسى بن أبي ليلى، كما في (تهذيب الكمال ٢٠١٩، ٢٧٣٦، ٣٤٧٣، ٦٢٧٥).
ولذا قال مغلطاي -متعقبًا قول ابن القطان-: ((وفيه نظر من حيث زعمه بغير دليل أن ابن عيسى هذا ليس معروفًا، قال -يعني: ابن القطان-: ((وليس بابن أبي ليلى))، وليس كما زعم لما أسلفناه قبل، ولأنَّا لم نَرَ مَن روى عنه شريك، وروى عن موسى بن عبد الله؛ غير ابنِ أبي ليلى المخرج حديثه في (الصحيح)، ولا في هذه الطبقة شريكًا له فيما ذكره البخاريُّ، وأبو محمد ابن أبي حاتم، وأبو حاتم البستيُّ. وأما الجماعيليُّ فإنه نصَّ عليه، وعَيَّنَهُ في بابه وباب شيخه، وهو الصواب)) (شرح سنن ابن ماجه ٢/ ١٨١ - ١٨٢).