الثانية: ابن أبي حبيبة، واسمه إبراهيم بن إسماعيل الأنصاريُّ؛ وهو ((ضعيف)) كما في (التقريب ١٤٦).
ولذا ضعَّف الحديثَ جماعةٌ من أهل العلم:
فقال ابنُ عَدِيٍّ، في ترجمةِ ابنِ أبي حبيبةَ بعد أن أورد له هذا الحديثَ وغيرَهُ:((ولم أجدْ له أوحش من هذه الأحاديث)).
وقال البيهقيُّ:((وهذا إسنادٌ ضعيفٌ)) (المعرفة)، وقال في (السنن): ((وهذا إسناد ليس بالقوي))، وتبعه الزرقانيُّ في (شرح الموطأ ١/ ١٣٩)، والعظيمُ أبادي في (عون المعبود ٢/ ٣٢)، والمباركفوريُّ في (التحفة ١/ ٣٧٢)، والألبانيُّ في (السلسلة الضعيفة ٩/ ١٠٧)، و (صحيح أبي داود ٢/ ٢٣٧).
وكذلك ضعَّفه البوصيريُّ في (الزوائد ١/ ٧٧)، والحافظُ في (التلخيص ١/ ٥٠٢)، والشوكانيُّ في (نيل الأوطار ١/ ٦٣).
وكذا ضعَّفه مغلطاي في (شرح ابن ماجه ٢/ ١٧٩ - ١٨١) بإبراهيم بن إسماعيل وابن أبي حبيبة، وزاد علةً ثالثةً، وهي: داود بن الحصين، وذَكَرَ بعضَ كلامِ الأئمةِ فيه.
قلنا: وإعلَالُه بداود بنِ الحصين فيه نظر؛ فهو ثقة من رجال الشيخين، وإنما تكلَّموا في روايتِهِ عن عكرمةَ، وهذا ليس منها. وقد وَثَّقَهُ ابنُ معين، وابنُ سعد، والعجليُّ، ومحمد بنُ إسحاق، وقال النسائيُّ:((ليس به بأس))، وضعَّفه بعضُهم في روايته عن عكرمة خاصة، كما رُوِيَ عن علي بن المديني، وأبي داود. (تهذيب التهذيب ٣/ ١٨١ - ١٨٢). وقال ابنُ عدي بعد سبر روايته: ((داود هذا له حديث صالح، فإذا روى عنه ثقة فهو صحيح