هذا إسنادٌ حسنٌ، رجالُه ثقاتٌ رجال الصحيح، غير أبي قيس الأودي، وهو عبد الرحمن بن ثروان مشهور بكنيته، أخرج له البخاري، ووثقه ابن معين، وابن نمير، والعجلي -وزاد:((ثبتٌ)) - والدارقطني، وذكره ابن حبان في (الثقات)، وقال النسائي:((ليس به بأس))، وكذا قال أحمد، وقال في موضع آخر:((يخالف في أحاديث)) (العلل رواية عبد الله ٨٧٠)، وقال مرة:((له أشياء مناكير)) (سؤالات الميموني ٤١٧)، وقال مرة أخرى:((لا يحتجُّ بحديثه)) (سنن الدارقطني ١/ ٢٧٤ ط. الرسالة)، وقال أبو حاتم:((ليس بقوي، هو قليل الحديث، وليس بحافظ))، قيل له: كيف حديثه؟ قال:((صالح، هو لين الحديث)) (الجرح والتعديل ٥/ ٢١٨)، وانظر:(الميزان ٢/ ٥٥٣)، و (تهذيب التهذيب ٦/ ١٥٢ - ١٥٣). ولخص حاله الحافظ؛ فقال:((صدوقٌ ربما خالف)) (التقريب ٣٨٢٣).
وعلى هذا فهو حسن الحديث ما لم يخالف، وحديثه هذا يشهد له ما تقدم من حديث ابن عباس، عن ميمونة.
وقد أشار الدارقطني عقب الحديث إلى أن عبادًا المهلبي قد خولف في بعض سياقه، فقال:((وقال غيره -يعني: غير عباد-: عن شعبة، عن أبي قيس، عن هزيل بن شرحبيل، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: كَانَتْ لَنَا شَاةٌ فَمَاتَتْ)) اهـ.
وهذا الغير الذي أشار إليه الدارقطني هو: بقية بن الوليد؛ فقد أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير ٢٤/ ٣٥/ ٩٤) عن واثلة بن الحسن العرقي، ثنا كثير بن عبيد، ثنا بقية، ثنا شعبة، عن أبي قيس قال: سمعت هذيل بن