المجهول إذا لم يجرح ولم يأتِ بحديث منكر فحديثه صحيحٌ أو حسنٌ.
وكأن ابن عبد البر مشى على هذه القاعدة أيضًا، فقال:((هذا حديث ثابت من جهة الإسناد)) (التمهيد ٢٣/ ٧٦).
وحسَّنه النووي في (المجموع ١/ ٢١٨، ٢٢٠)، و (خلاصة الأحكام ١/ ٧٣ - ٧٤)، والسيوطي في (الحاوي للفتاوي ١/ ١٥).
وقال الألباني في (التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان ٣/ ١٠): ((صحيحٌ)) وأحال على (غاية المرام ٢٦)، والحديث هناك ذكره من حديث ابن عباس وغيره، ومن حديث عائشة بلفظ:((ذَكَاةُ الْمَيْتَةِ دِبَاغُهَا)) -وسيأتي تخريجه في الباب التالي-. فكأن الشيخ أراد في التعليقات الحسان أنه صحيحٌ لشواهده هذه -كما أشرنا آنفا-، وإِن كان سنده ضعيفًا كما سبق نقله عن الشيخ من (ضعيف أبي داود) وغيره، وليس في ذلك تعارض، والله أعلم.
[تنبيه]:
تحرفت كلمة ((أمه)) في (سنن النسائي الصغرى)(في طبعتي: المطبوعات، والتأصيل، تبعًا للأصول كما أشار محققو طبعة التأصيل ٤٢٩٠)، وكذا في (الكبرى)(في طبعتي: دار الكتب العلمية، والتأصيل)، إلى ((أبيه))؛ وكذلك وقع في (التمهيد ٢٣/ ٧٥ ط. المغربية)، وهو خطأ، وقد جاء على الصواب في (تحفة الأشراف ١٢/ ٤٤٤)، وط. هجر للتمهيد (ضمن موسوعة شروح الموطأ ١٣/ ٢٨٩)، وبقية المصادر.
ولذا صوبها محققو (السنن الكبرى ط. الرسالة ٤٥٦٤) من (التحفة)، وجاءت على الصواب أيضًا في (الصغرى ط. المكنز ٤٢٥٢) ولعلهم