قلنا: قد صرَّح أبو شيخ بسماعه من معاوية، كما عند أحمد حيث قال:((كنت في ملأٍ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند معاوية، فقال معاوية ... )) فذكر الحديث.
ولا مبرر لتقديم رواية يحيى بن أبي كثير على قتادة، فإن قتادة حافظ متقن، وقد تُوبع:
تابعه بيهس بن فهدان أحد الثقات، كما عند أحمد في (المسند ١٦٣٠١)، والنسائي في (الكبرى ٩٥٩٥، والمجتبى ٥٢٠٣)،
وكذا مطر الوراق، كما عند النسائي في (المجتبى ٥١٩٦)، و (الكبرى ٩٥٨٨، ٩٩٢٧).
ولذا قال النسائي:((قتادة أحفظ من يحيى بن أبي كثير، وحديثه أولى بالصواب)) (السنن الكبرى ١١/ ٣٣٩).
وقال الدارقطني:((والقَول عِندَنا قَول قَتادة، وبيهس بن فهدان، والله أعلم)) (العلل (٣/ ٢٧٨).
وقال القاضي عبد الوهاب: ((فإن قيل: أبو شيخ عن معاوية مرسل؛ بدلالة ما روى يحيى بن أبي كثير قال: حدثنا أبو شيخ النهائي، عن أبي جمان: أن معاوية قال: ... وذكر الحديث.
قلنا: عنه جوابان:
أحدهما: على هذه الصفة قد اتصل، فيجب قبوله.
والآخر: إنه قد رُوي في الحديث ما يمنع ما قالوه؛ فروى ابن خزيمة عن أبي موسى محمد بن المثنى، حدثنا عثمان بن عمر، أخبرنا بيهس، عن