محفوظ عن سهيل، وإنما هو حديث ابن عجلان، حَدَّثَ به الناس عنه؛ منهم: روح بن القاسم، كذلك قال أمية عن يزيد" (الإلزامات والتتبع ١٧)(١).
وقال أبو الفضل عمار بن الشهيد: "وهذا حديث أخطأ فيه عمر بن عبدالوهاب الرياحي عن يزيد بن زُرَيْعٍ؛ لأنه يُعرف بمحمد بن عجلان عن القعقاع. وليس لسهيل في هذا الإسناد أصل. رواه أمية بن بسطام عن يزيد بن زُرَيْعٍ - على الصواب - عن روح عن ابن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بطوله. وحديث عمر بن عبد الوهاب مختصر" (علل الأحاديث في صحيح مسلم ٦).
وتبعه أبو موسى المديني في (اللطائف من دقائق المعارف ص ٣٩١ - ٣٩٢). وانظر:(شرح سنن ابن ماجه لمغلطاي ١/ ١٦١ - ١٦٢).
قلنا: وهذه العلة لا تقدح في متن الحديث، لكونها في إسناده فقط؛ وقد ورد المتن من طرق أخرى، والله أعلم.
(١) كذا في المطبوع من (التتبع)، ولكن نقل الحافظ أبو مسعود الدمشقي أَنَّ الدارقطني قال: "وكان في الكتاب مما تركه - أي مسلم -، كان قد أخرج في (الطهارة)، عن عمر الرياحي، عن يزيد بن زريع، ... الحديث. قال: وقد وهم فيه الرياحي، خالفه أمية بن بسطام، رواه عن يزيد بن زريع عن روح عن ابن عجلان، وهو الصواب". فقال أبو مسعود معقِّبًا: "هذا لم يروه في كتابه بحالٍ، وإذا كان قد تركه كما قال؛ فلا معنى لنسبته إلى الوهم في هذا"! (جواب أبي مسعود للدارقطني ص: ٨٣ - ٨٤). وهذا غريب؛ فالحديث ثابتٌ في نسخ مسلم الموجودة كلها، ولذا قال مغلطاي: "وفي ذلك نظر من حيث الموجود في كتاب مسلم، لم يتركه بحالٍ" (شرح ابن ماجه ١/ ١٦١). ولعله وقع كذلك في نسخة الدارقطني من مسلمٍ؛ والله أعلم.