هكذا رواه وهيب بن خالد، وداود العطار، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز الدراوردي، وابن جُرَيْجٍ، وعبد العزيز بن المختار: عن عمرو بن يحيى المازني به، وقد سبق تخريجه آنفًا من عند أحمد وأبي داود وغيرهما.
وبهذا تعقب مغلطاي رواية الزنجي هذه، فقال بعد أَنْ نقلها من الطبقات:"أبو داود وغيره (رووا)(١) هذا الحديث عن معقل، عن النبي صلى الله عليه وسلم"(الإكمال ١١/ ٢٩٣). ومع هذا قال في (شرح ابن ماجه ١/ ١٧٨) عقب هذه الرواية: "فهذا كما ترى معضل هنا، وإن كانت له - يعني معقلًا- صحبة ولأبيه، فهو بمنزلة تابعي"! .
قلنا: والأحاديث المحفوظة في هذا الباب إنما هي بلفظ "القبلة"، فأما بلفظ "القبلتين"، فلا تثبت.
[تنبيهان]:
الأول: قال الأزدي في (الكنى ١٦٥): "أبو هيثم الأسدي كان صحب النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه؛ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:«لَا تَسْتَقْبِلِ الْقِبْلَتَيْنِ»؛ قاله بكر بن سوادة"اهـ.
ولم نقف على رواية بكر بن سوادة هذه، فالله أعلم.
الثاني: نقل مغلطاي في (شرح ابن ماجه ١/ ١٧٨) كلام ابن سعد، كما في المطبوع من (الطبقات)، بينما نقله في (إكماله) بسياقة مختلفة، فقال: "قال ابن سعد في طبقة الخندقيين: أبو معقل الأسدي، صحب النبي صلى الله عليه وسلم