المؤذية وذوات السموم، فلا يؤمن أَنْ يصيبه مضرة من قبل ذلك". قال الطيبي: "ويقال: إن الذي يبول في الجحر يخشى عليه عادية الجن، وقد نقل أَنَّ سعد بن عبادة الخزرجي قتلته الجن، لأنه بال في جحر (١) ... " (شرح المشكاة ٣/ ٧٧٧).
ونقل الحاكم عقب الحديث: عن ابن خزيمة، قال: "ولست أبت القول أنها مسكن الجن؛ لأن هذا من قول قتادة". يعني أنه ليس بمرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا بموقوف عن الصحابي فيأخذ حكم الرفع، ومثل هذا لا يثبت إِلَّا بتوقيف، وقد قال قتادة: "يقال"، ولم يأثره عن أحد.
قال (أحمد): حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن عبد الله بن سرجس، به.
(١) أخرج الطبراني في (المعجم الكبير ٥٣٥٩)، والحاكم في (المستدرك ٥١٨٨)، وغيرهما: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ: أَنَّ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ فَخَرَّ مَيِّتًا، فَقَالَتِ الْجِنُّ: نَحْنُ قَتَلْنَا سَيِّدَ الْخَزْرَجِ ... سَعْدَ بْنَ عُبَادَةْ / وَرَمَيْنَاهُ بِسَهْمَيْنِ ... فَلَمْ تُخْطِ فُؤَادَهْ". وهذا ليس صريحًا أنه بال في جحر، ثم إن ابن سيرين لا يدرك سعد بن عبادة، فقد ولد بعد موته بسنوات، فالسند منقطع.